ما هو تعريف العدو؟!

TT

اجتمعت الهيئات الشعبية الكويتية بكافة فصائلها واجتهاداتها لايجاد صيغة فاعلة لدعم الانتفاضة الفلسطينية في الاراضي المحتلة.

الاجتماع استغرق اكثر من ثلاث ساعات. ونشرت الصحف الكويتية ما دار في هذه الساعات الثلاث فاتضح ان معظم الوقت قد ضاع في مسألة محيرة، وهي «تعريف العدو»! نعم بعد خمسين سنة من الحروب المستمرة مع اسرائيل تجتمع نخبة عربية لتختلف على تعريف للعدو، فالقوى السياسية الاسلامية تصر على اننا في حرب مع اليهود، في حين تصر القوى الديمقراطية على اننا في حرب مع الصهيونية ومع دولة اسرائيل وليس مع الديانة اليهودية التي تستخدمها الصهيونية كواجهة ايديولوجية.

هذا الحوار الذي يشبه حوار الطرشان في وقت يحتاج فيه الصامدون الى الدعم وليس الى التعريفات والمماحكات السياسية، ليس حوارا كويتيا، بل هو حالة عربية عامة ربما يكون اسوأ امثلة لها في داخل الاراضي المحتلة نفسها التي تواجه العدو.

المسألة تطرح ازمة في العقل العربي، فما دام الجميع متفقين على اننا نواجه عدوا، وما دام الشهداء يتساقطون والناس صامدين، فان اي نقاش خارج آليات الدعم ووسائله هو نقاش اقرب منه الى السفسطة السياسية منه الى الفعل السياسي المؤثر.

الحالة نفسها نجدها في كل الاجتماعات العربية.. من اجتماعات القمم العربية الى اجتماعات وزراء الخارجية العرب مرورا بكل اجتماعات الوزراء العرب والمنظمات العربية الرسمية والشعبية، فالخلاف دائما على البيان المشترك، وعلى الالفاظ، ولا مانع لدى المجتمعين ان يظلوا حتى الساعات الاولى من الفجر للاتفاق على كلمة شاردة، او اصطلاح وارد، في وقت لا تطرح فيه اية آليات ووسائل لدعم القضية المطروحة، ووضع حلول لها، والالتزام ببرنامج تنفيذي يجمع عليه الجميع ويوزعون الادوار في ما بينهم لتنفيذه.

اسرائيل تغتال نشطاء حركة «فتح»، مثلما تغتال نشطاء «الجهاد» و«حماس»، وهي تعرف ان «فتح» ومعها العديد من القوى الفلسطينية تعتبر حربها موجهة ضد الدولة الاسرائيلية والصهيونية، بينما تطرح الحركات الاسلامية فكرة «الجهاد» ضد اليهود، ولكن اسرائيل تعرف ان الجميع اعداؤها، وان المسألة ليست في التعريفات والايديولوجيات. فهل نتعلم من عدونا ما عجزنا عن ان نتعلمه من تجربتنا واخفاقاتنا؟