استعراض العضلات العسكرية فوق باكو

TT

تقوم الطائرات التركية باختراق حاجز الصوت فوق باكو، بينما المقاتلات الايرانية تواصل تدريباتها فوق قاعدة جوية على بعد اميال قليلة الى الجنوب بحساب سرعة الطيران. هذا هو المشهد الذي يجري التحضير له، ضمن خطة لاستعراض العضلات وتجريد السيوف بين ايران وتركيا، فوق سماء اذربيجان.

في الظروف العادية يمكن تجاهل هذا الاستعراض للعضلات العسكرية، باعتباره مجرد تمرين هزلي. ولكن في ظل تصاعد التوترات بين ايران واذربيجان، فان اي تسخين اضافي عن طريق التدخل التركي لا يمكن النظر اليه الا كنوع خطير من التصعيد.

الزيارة التي يقوم بها القائد العسكري التركي، وهو يقود وفدا عسكريا رفيع المستوى، اعتبرت من قبل طهران نوعا من «الاستفزاز»، خاصة في ضوء علاقات انقرة الوطيدة مع تل ابيب.

تجمع بين ايران وتركيا مطامعهما في منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى. بعض هذه المطامع عادية ومشروعة، ويجب الاعتراف بها والاستجابة لها من قبل جميع الاطراف. اما بعضها الآخر فهو من قبيل ممارسات عفا عليها الزمن، تعرف بالابتزازات العسكرية. وليس اكثر حكمة من ان تلجأ تركيا وايران الى الحوار حول هذه القضايا، وان تبحثا عن الوسائل التي تدفعهما الى التعاون الاقليمي بدل المواجهة. فدول القوقاز وآسيا الوسطى لديها من المشاريع والخطط، وينتظرها من الاعمال، ما يمكن تركيا وايران، وغيرهما من الدول صاحبة المصلحة، من توظيف كل طاقاتها التعميرية. ولا مصلحة لدول هذه المنطقة، من الجانب الآخر، في أية محاولات لتوريطها في نزاعات اقليمية مدمرة.

ولايران واذربيجان مظالم حقيقية، احداهما تجاه الاخرى. فقد ظلت باكو تزهو بنفسها كدولة علمانية حديثة، في مواجهة نظام الملالي الايرانيين. وهي قد حرمت ايران من فرص التنقيب عن البترول، مع غيرها من عشرات الشركات من كل انحاء العالم. اما طهران فقد قامت بدعم ارمينيا ضد اذربيجان وتشجيع حركة انفصالية في تاليش، الاقليم الاذري على بحر قزوين.

ان المطامع الضيقة تدفع هذه الدول الاسلامية الثلاث نحو تحالفات غريبة، وتعد المسرح لنزاع اقليمي يمكن، بل يجب، منع وقوعه بكل السبل.