أمستردام إيران

TT

منذ عدة اسابيع ومدينة قم، التي تعتبر من اقدس البقاع الشيعية، تشهد ما يشبه العمليات العسكرية من جانب وحدات خاصة ارسلتها طهران الى هناك، فهل تحولت «المدينة المقدسة» الى جبهة حرب؟ ليس بعد.

فتلك الوحدات الخاصة لا تتعقب اعداء مسلحين للدولة، بل تفتش عن قمصان «تي شيرت» وسراويل الجينز واشرطة الفيديو والكاسيت والاقراص المدمجة وألعاب الكومبيوتر ومساحيق التجميل التي تعتبرها المؤسسة الحاكمة «اسلحة ثقافية» يستخدمها الغرب في حربه ضد الجمهورية الاسلامية.

وكان المرء يحسب ان قم من بين سائر الاماكن والمدن هي الاكثر تحصينا ضد اغراءات الغرب، خاصة بعد مرور عقدين على تأسيس ما اعتبره الخميني «النظام الاسلامي النموذجي»، ولكن على العكس تماما، فبعد ان كان هناك اكثر من 100 مقهى من مقاهي الانترنت في قم اصبحت الآن جميعها مغلقة. وبعد ان كان هناك 30 ألف منزل على الاقل يتمتع بخدمات القنوات الفضائية، ارغم اصحابها على سحب اشتراكاتهم تلك. ومع ان قم المدينة الايرانية الوحيدة التي لا توجد فيها صالة عرض سينمائية فانها كانت السوق الاوسع لاشرطة افلام الفيديو، علاوة على لجوء 20 مقهى من مقاهيها الى تنظيم عروض للافلام السينمائية كل ليلة، مما ادى الى اجتذاب آلاف الناس.

كما ان الاحصائيات الاخرى التي توصف بانها شكل من اشكال «الفساد الغربي» مثيرة ايضا. فخلال الاشهر الثلاثة الماضية اعتقل ووبخ نحو 10 آلاف فتى وفتاة من سكان قم لظهورهم علنا صحبة بعضهم بعضا، احيانا وهم متشابكو الايدي، من دون ان يكونوا متزوجين.

فضلا عن ذلك، قبض على كميات كبيرة من المشروبات الكحولية واوراق اللعب والشطرنج وسواها من «ادوات الوقوع في الحرام». وكل هذا يهون الى جانب ما باتت توصف به «المدينة المقدسة» من انها «من بين انشط مراكز الدعارة» في البلاد، اذ ألقي القبض ووبخت 17 الف امرأة متهمة بهذه التهمة. وتتستر كثيرات على ممارستهن الدعارة بستار انهن «زوجات مؤقتات» حسب شروط زواج المتعة. واعتمادا على ما ينشر في الصحف الرسمية، فان قم باتت ايضا مرتعا لمتعاطي المخدرات. ومثل امستردام في هولندا، يقال ان قم هي المكان الوحيد في ايران الذي تتوفر فيه المخدرات علنا.

ويزعم علي يونسي عالم الدين الذي يشغل ايضا منصب وزير الاستخبارات والامن ان اعداء الثورة يستهدفون قم بشكل خاص في خطتهم الرامية الى تدمير «الدولة الاسلامية النموذجية». بينما يؤكد آخرون استهداف الحكومة لقم لانها باتت تمثل مركز معارضة لـ«ولاية الفقيه». ويعلق احد رجال الاعمال في قم قائلا «لقد وصلت الينا طالبان، ولو نجحوا في قهر قم فانهم سيحاولون نشر ثقافة طالبان على طول البلاد، فما الذي يبقي الرئيس خاتمي صامتا؟»