سنوات في مصر 14: الأدب: بين العمالقة والأقزام! والطرب: بين الحقائق والأوهام.. والأحلام!

TT

كنت في باريس، عندما التقيت في الثلاثين من نوفمبر عام 1983 بصديقي الاديب المصري الكبير الاستاذ توفيق الحكيم وجلسنا في مقهى «الفوكيت» المطل على شارع «الشانزليزيه»، وتركت توفيق الحكيم يسرح في نظراته... في ذكرياته.

وتوفيق الحكيم او «عصفور من الشرق» ـ كما اطلق على نفسه في كتابه الذي يحمل نفس العنوان ـ يذوب حنيناً الى باريس ويموت في حبها. وعندما استراح في كرسيه راح يسرد لي قصة المكتب الذي كان يسكنه مراسل «الاهرام» في باريس، والذي يقع في الدور المباشر فوق «الفوكيت»، حيث كانت اليافطة الكبيرة التي تحمل اسم «الاهرام» بالعربية والفرنسية تطل على ملايين البشر الذين يعبرون الشارع كل يوم، فتمنح مصر والعرب الشعور بالعزة والكرامة.. والدعاية الطيبة!.

ودامت الجلسة مع الاستاذ الحكيم اكثر من ساعة تناول خلالها ثلاثة فناجين قهوة «اكسبرسو» ونصف زجاجة «فيشي» من المياه المعدنية.. ولم يدفع شيئا!.

ولعله اراد عندما رآني ادفع نفقات الجلسة، ان يبادلني بشيء من الثمن، ففاجأني قائلا انه يريد ان يكتب لي على ورقة عادية من اوراق «المحل»، رأيه او شعاره في الحياة، وان يكون ذلك بخط يده..

وناولنا الجرسون ورقة بيضاء كان يحملها لمحاسبة الزبائن، وكتب عليها توفيق الحكيم ما يلي:

«عزيزي ناصر هذا هو شعاري في الحياة. اكتب وافعل ما تراه صواباً وما ينفع الناس. ولا تهتم بعد ذلك برأي الآخرين..».

امضاء: توفيق الحكيم باريس 30/11/1983 وبقيت هذه الورقة معي الى هذا اليوم رغم ان مضمونها من الكلام لم يتفق مع كل خطوات صاحبها في الحياة.

فقد عاش الحكيم على ايام عبد الناصر اول المهللين للثورة واشد الناس حماسا للرئيس. وبعد غياب الرئيس كان قلم توفيق الحكيم اول إسفين يدق في نعش السياسة الناصرية. وقال الحكيم في تبرير ذلك ان «وعيه» قد عاد اليه.. فعاد العقل وغاب الجهل ..وتفتحت العيون وساد المنطق وحق استمطار اللعنات على ثورته وسياسته.

وعاش الحكيم وهو يتعمد النسيان ويتعمد البخل ويتعمد السَّرَحان ويرتدي القبعة ويحمل العصا ويردد عبارات تافهة لا معنى لها ولا هدف..! لقد احببت الحكيم في معظم مؤلفاته، لكني لم اعرف كيف افسر تقلباته واهواءه وبخله واختلاف امزجته. وفي صيف عام 1948 جاء يزورني في مستشفى المواساة بالاسكندرية ومعه التابعي، وكامل الشناوي واحمد الصاوي محمد، وكريم ثابت. وسألني وكنت ما زلت اعاني من اثار العملية التي اجراها لي الدكتور احمد النقيب باشا ـ جراح الملك فاروق ـ يا ترى كم سيأخذ منك الدكتور النقيب اجرة العملية. وتولّى الشناوي مهمة الرد قائلا «إن فاتورة المستشفى ستصلك بالبريد يا استاذ توفيق لأن ناصر النشاشيبي ضيف علينا.. والحرب جارية في بلده.. ولا يستطيع العودة اليها.. وعلينا ان نساهم بالنفقات»! واذا بالحكيم يصرخ في ذعر ويقول:

«انا مستعد ان اكتب مقالا في اخبار اليوم غدا ألعن فيه سنسفيل جدود يهود العالم.. بسبب فلسطين.. ولكني غير مستعد ان ادفع نفقات هذه العملية الجراحية «لاخينا» الاستاذ فلان!..».

وراح يضحك من اعماق قلبه..! فقد كان الحرص على المال هو عنوان حياته.

ولا شك ان الحكيم ـ كما عرفته في ايام مصر ـ يبقى فنانا كبيرا واديبا كبيرا.. رغم انه قال عن ولاء العرب لعبد الناصر بأنها الناصرية «التجارية» او ناصرية «الفلوس».

وانتقل من «الاخبار» الى «الاهرام» لكي يضمن حماية هيكل!.

وقال انه يؤيد السادات لكي يخرج اليهود من ارض مصر!.

ـ عندما سألته عن شعوره بعد هزيمة 1967 قال بالحرف الواحد:

ـ «بل اسألني ماذا كان يجري في مصر بعد الهزيمة؟ انا رأيت الشعب المصري يرقص في البرلمان وفي المهرجانات. هذه نكبة اخلاقية ومأساة وطنية اكبر وادهى من النكبة العسكرية.. اي من الهزيمة».

ـ سألته وماذا عن نوعية حكم عبد الناصر؟ فاجاب:

«عبد الناصر كان حائرا بين حكم السيف او حكم القانون. وقد اختار حكم السيف لكي يحكم البلد كما يشاء. انا في بدء ثورة 23 يوليو كنت معها بقلبي وعواطفي فقط ...لأني كنت قد بلغت سن الكهولة والعواطف تخدع»!.

سألته: قل لي يا استاذ توفيق. انا استحلفك بشرفك ما هو رأيك في جمال عبد الناصر؟

واجاب الكاتب الكبير: «عبد الناصر رجل يمارس السياسة بالتهويش فهو لا يحارب وانما يهوّش بالحرب بينما العدو الاسرائيلي يهوّش بالسلام ويستعد للحرب ...وهذا هو الفرق الكبير بيننا وبينهم..». ثم اضاف:

ـ «كانت مغامراته العسكرية الثلاث في عام 56.. ثم في اليمن.. ثم «اللطمة» الكبرى في عام 1967 وكلها مغامرات رجل «مجنون» قد كلفت مصر اكثر من اربعة مليارات جنيه مصري!».

واترك بقية كلام توفيق الحكيم للتاريخ. فقد عاش هذا الاديب الكبير لغزا بشريا.. يحب الناس من بعيد.. ويحب الوطن من خلال المال.. ولا يفرح للصداقات ان جاءت ولا يبكي عليها ان ضاعت.. يحب المرأة ويكرهها.. ويبكي على ولده ولا يذكره.. ويتغنى بالزعيم ثم يلعنه..!.

*** وفي ناحية الفن والطرب، كان محمد عبد الوهاب يعيش في الكثير من الصفات والمزايا.. والنقائص التي عاش معها وعاشت في توفيق الحكيم.

وكان الشبه قويا في التقطير المالي.. وفي عبادة الذات.. وفي حب الذات.. وفي الانانية.. وفي مسايرة الحكام لحساب النفس ثم الانقضاض عليهم لحساب.. الآخرين!.

كان محمد عبد الوهاب الموسيقار من اقرب الاصدقاء لي. ولكن عبد الوهاب الانسان بقي بعيدا عني!، وما اوسع الشقة بين الاول والثاني. وكان عبد الوهاب الموسيقار يتغنى بالماء.. وبالحمام.. وبالسباحة.. وينادي «الميّه تروي العطشان».. بينما عبد الوهاب الانسان لم يدخل البحر في حياته.. ولم يعرف طعما للسباحة او الرمل.. او التنعم برذاذ موج البحر!.

وعندما دعوته ذات يوم للمجيء معي الى «الريفييرا» الفرنسية لكي نسبح ونستريح، اجاب على الفور: «نستريح لا بأس.. انما نسبح؟ لا يا صديقي..لا!».

وكان عبد الوهاب يملك قصرا جميلا في حي «جليمو نوبولو» على شاطئ بحر الاسكندرية، لكنه لم يقض في ذلك القصر موسما واحدا من مواسم الصيف.. ذلك لأن القصر يقع على شاطئ البحر.. وعبد الوهاب يخاف من البحر..

ولا اعرف شخصا كصديقي عبد الوهاب يختلق القصص ويلفّق الاحداث لكي يبرهن للنساء انه ما زال معشوق المرأة!.

فقد اراد مرة ان يثير الغيرة في نفس سيدة عزيزة على قلبه، واراد ان يلهب روحها بالحب عندما طلب من صديقه الشاب اللبناني نقولا عبود ان يمطره بسلسلة من رسائل الغرام الملتهبة ويضع عليها توقيع: «حبيبتك وكل غرامك: ميم»!.. وارسلها على الفور الى العناوين المطلوبة بعدما وضع بعضها تحت وسادته، وفوق بعض موائد الصالون.. وداخل المنزل وخارجه.. لكي تبدو وكأن عبد الوهاب قد نسيها...!.

وقامت قيامة السيدة التي تقيم في المنزل.. كما قامت قيامة السيدة التي كان يحبها عبد الوهاب ويخاف ان تنساه او ان يضعف حبها له. وجاءني نقولا عبود، الذي كتب الرسائل وكشف لي عن تفاصيل القصة قائلا بلهجته اللبنانية المعروفة:

ـ «انا ضميري بيوجعني يا استاذ! انا بحب الاستاذ عبد الوهاب بس مش ممكن إلعب هيك دور! ...عبد الوهاب استأجرني لكي اكتب رسائل غرام يكيد بها.. فلانة.. وفلانة.. وفلانة. وهيدا شي مش معقول ولا مقبول. شو اعمل يا استاذ؟».

وانكر عبد الوهاب الحكاية عندما سألته عنها، لكنه عاد وطلب مني ان ابقي الامر سرا لئلا تنهال فوق رأسه لعنات النساء!.

ويجب ان لا يصدّق احد ان عبد الوهاب لا يكترث للدعاية ولا تهمه اقلام الصحافة! انه ابرع رجل «علاقات عامة» في تاريخ الطرب والمطربين. وكان يستيقظ مع الفجر ويتحدث مع جميع الصحافيين المعروفين ويجاملهم.. ويسأل عن مزاجهم وصحتهم.. ثم يسألهم عن رأيهم في «انت عمري» او «أغداً القاك» او «انت الحب» وعندما يسمع الجواب الذي يرضيه يطلب من الصحافي ان يحوّل الكلام من مجرد حديث شفهي الى.. كلام مكتوب ومنشور!!.

وتنتهي الاتصالات في العادة بعبارة عبد الوهاب التقليدية ـ «وربنا يخليك ليّ يا حبيبي! انا مين ليّ غيرك انت؟..».

ترى، هل هذا الكلام يدخل العقل؟؟.

نعم! وعبد الوهاب الذي طلب من نقولا عبود ان «يُزوّر» او يختلق رسائل الغرام ويرسلها اليه لكي يلهب بها مشاعر تلك «السيدة» التي كاد حبها له ان يخف، هو عبد الوهاب.. نفس عبد الوهاب الذي سجل بصوته الحقيقي الشجيّ المعروف، لصديقه مجدي العمروسي كلاما عن حياته الجنسية وقد بلغ فوق الثمانين من العمر، قال:

«... انا راجل ساعات احلقّ في السماء وابقى حارم نفسي من الجنس. وساعات اسيب التحليق في السماء واقول انزل الى الجنس ...فأنا احب ان اصل في كل شيء الى اقصاه واخذ ضد الاشياء حتى آخره.. !..».

هذا هو عبد الوهاب، بصوت عبد الوهاب، في تسجيل حيّ واضح سمعته عند مجدي العمروسي في ليلة سهرا! وعبد الوهاب «العاشق»، هو عبد الوهاب الذي لم يتردد في ان يغني لكل من.. يدفع! او لكل من يحمي او لكل من يهدي! او لكل من يمدح! وما زلت احتفظ بأغنيته الخاصة جدا في مدح الشيخ احمد ال ثاني شيخ قطر السابق في عام 1965. انها اغنية تكشف النوايا وتفضح الاسرار.

انا لا اريد ان اطعن في عبقرية الموسيقار بقدر ما اريد ان اكشف عن بعض نواحي حياته، كما هي الحال بالنسبة لكبار الموسيقيين الاجانب من امثال موتسارت وبيتهوفن وباخ وغيرهم.

ولا يجاري عبد الوهاب في ممارسة فنون الاتصالات العامة، غير زميله وتلميذه.. عبد الحليم حافظ.

لقد سمعت صديقنا الاستاذ التابعي يوصي عبد الحليم ـ للمرة الالف ـ بضرورة الاعتناء بصحته. وقرأت للتابعي الف مرة وهو يطلب من عبد الحليم ان يخفّف من السهر، واللهو.. والسفر.

وعندما سألت عبد الحليم لماذا لا يستمع الى كلام الاستاذ التابعي حول الاعتناء بصحته وساعات سهره، اجابني:

ـ «انا مضطر ان اسهر ما دام اصدقائي من الصحافيين والاذاعيين يسهرون معي! وماذا تريدني ان اقول للاستاذ كامل الشناوي اذا اصر على مرافقتي حتى ساعات الفجر؟ وماذا اقول للصاغ علي شفيق اذا امرني بأن «المشير» يريدني في منزله عند الساعة الواحدة صباحا لكي يحتفل بعيد ميلاده؟ والملاخ؟ وهيكل؟ وجلال معوض؟ ومجدي العمروسي، وموسى صبري، وسامية صادق، والاذاعة، واضواء المدينة، والاطباء، والتسجيلات..؟!».

قلت مكملا.:. وسعاد حسني!.

اجاب وكأنه حردان: «لا! ...الست دي سيبتها لك!».

والواقع ان عبد الحليم لم يكن ينام قبل الساعة الرابعة صباحا، بعد ان يمر على جميع رؤساء تحرير الصحف، ويطلع على الاخبار ويجامل الكبار، ويدعو للثورة بطول العمر..

ولم يكن عبد الحليم مجرد مطرب عملاق من الدرجة الاولى، بل انه كان ذخيرة اخبار، واسرار، لا يعرف عنها، ولا يعرف ثمنها إلا رجالات الثورة.. وبعض الصحافيين من طراز مصطفى امين وهيكل..

وكان عبد الحليم حائرا في صداقته بين اولاد امين، وزميلهما هيكل.

كان حائرا بين قلبه عند اولاد امين، وعقله عند الثورة.. في شخص هيكل.

واخيرا اختار عقله.. واستسلم لهيكل. وعلى كل من يهوى ان يسمع تفاصيل الساعات الاخيرة في حياة عبد الحليم حافظ، ان يسأل عنها السيدة نهلة القدسي حرم الموسيقار الكبير.

ان عندها الخبر اليقين.. بالتفاصيل..

دقيقة.. بعد دقيقة.. وساعة بعد ساعة ..الى ان اسلم العندليب الاسمر، روحه الى الباري عز وجل.

ومما لا شك فيه ان عبد الحليم يستحق كل ما جمعه من مال، كما يستحق كل ما تمتع به من دعاية وشهرة..

فقد سهر، وتعب، وجامل، ونقل الاخبار وفضح الاسرار.. في القاهرة، وفي المغرب، وفي دمشق، وفي الجزائر.. الى ان استراح.

لقد نجح كثيرا، لأنه تعب كثيرا ولأنه جامل الناس كثيرا.. كثيرا..

*** وكانت الغربة عن الوطن، او التشرد خارج الحدود بمثابة الخيط الرفيع الذي ربطني بالموسيقار فريد الاطرش. كان يشعر بأنني توأم غربته وشقيق بعده عن وطنه السوري، هو من «جبل العرب» وانا من جبال القدس. كان ـ كما يقولون في مصر «يتونّس» بوجودي معه ويشكو لي من السهام التي كانت تتناوله. وكان كريما.. ومنزله مفتوحا لاستقبال الملوك والامراء والشيوخ. وكان مضيافا وساذج القلب يقول بلسانه كل ما في قلبه، وكان بوهيمياً لا ينقطع عن مواسم سباق الخيل ويسهر ويغني ويتردد على الكازينوهات ويقيم الدنيا ولا يقعدها. وكان هناك دائما من هو على استعداد للتعويض عن الخسائر والحرص على ان يبقى فريد الاطرش مستمرا في ممارسة القمار.

الشيوخ من اصدقائه بالمئات، والاعيان من احبائه بالعشرات، ولم تغب هذه الحقيقة عن ذهن فريد لحظة واحدة.

واقول بكل وضوح وصراحة ان لا «عزف» منفردا على العود يشجيني كعزف فريد! كان يغني وكأنه يبكي لكي يُبكي الآخرين! وكانت كلمات اغانيه بسيطة لا فذلكة فيها ولا شطارة وعندما غنى «يا ريتني طير لأطير حواليك»، وكان هذا من سبعين سنة، لم يكن يدري ان الناس ستبقى تردد هذه الاغنية حتى يومنا هذا.

وقد استطاعت شقيقة فريد ـ واعني اسمهان ـ ان تترك وراءها اسمها، وتفاصيل حياتها وخطوات عمرها على صفحات التاريخ.. الفني والاجتماعي في هذا الشرق. كانت سيدة جميلة، ومثقفة، ومؤدبة وتجيد التحدث بأكثر من ثلاث لغات وتحب اهلها ووطنها.

وشاء الناس ـ بعض الناس ـ نبش قصة «الجاسوسة» الحسناء في حياة آمال الاطرش او ...اسمهان..

ما علينا..

انا اعرف قصة اسمهان ـ او آمال الاطرش على حقيقتها، ولا اعرف انسانا غيري يعرف هذه القصة سوى شقيقها فريد..

ألم يحقق فريد وشقيقته اسمهان كل معاني النجاح في عالم الموسيقى والطرب ويضع كل منهما، اسمه، على شفاه الملايين في هذا الشرق؟.

ان اهل «جبل العرب»، وكذلك اهل «الجولان المحتل» بشكل خاص، لا يعرفون طعم النوم إلا على صوت.. فريد الاطرش!.

يرحمنا الله وليغفر لكل من اساء!.

فقد تعرّض هذان الشقيقان في عالم الغربة والتشرّد، الى الكثير من الجور، والاضطهاد، والنكران، ولكنهما حفرا اسميهما عند حجارة المقطم والاهرام. ولم يكن المشوار سهلا! ثم رحلا... مع الورود! رغم كيد احمد سعيد في «صوت العرب» ورغم دسائس الف مطرب ومطربة.. وعلى رأسهم.. من؟.

دعونا من ذكر الاسماء!!.

لقد دخلت في معركة صحفية طنّانة ضد احمد سعيد لا من اجل فريد الاطرش، وانما من اجل الحرص على معاني «العروبة» والتآخي والدائرة الثالثة في ميثاق الثورة، وفي مبادئ جمال عبد الناصر، وثورة 23 يوليو.

وانتصرت معه، وانتصر معي!.

وبقي صوت فريد ينادي «بنادي عليك» مع الألم والشجن.

وكلما جاء «الربيع»، سمعناه.. بالحب والحياة! يبشر بالأمل الباسم ويدعو الناس للجمال والسعادة!.

وكلما غاب عنا هذا الحبيب، افتقدناه وبكيناه وتذكرنا قلبه الابيض وذكاءه المفقود!.

رحمه الله..

* يتبع

* حقوق النشر محفوظة ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»