عرفات.. بيريس.. لماذا اللقاء؟

TT

ما الذي يمكن ان يحققه اجتماع بيريس ـ عرفات من مصلحة للفلسطينيين؟

ماذا بيد السيد بيريس الذي اصبح موظفا كبيرا في حكومة شارون؟ هل قرأ الفلسطينيون جيدا تصريحات وزير خارجية اسرائيل، وخاصة عندما قال ان الاجتماع المرتقب سيتم بعد ان «فهمت غالبية الفلسطينيين انه تم بلوغ الحد الاقصى مما يمكن تحقيقه عبر القوة».

اجتماع عرفات ـ بيريس هو نجاح لدبلوماسية توزيع الادوار بين شارون وبيريس، فالموقف بين الرجلين واحد، والقتل والعنف يتمان بموافقة رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ولم نسمع كلمة اعتراض واحدة من بيريس ضد عمليات القتل والقنص والتدمير.

بيريس صرح يوم امس بأن السلام لا يزال يتمتع بفرصة جيدة وكاملة. وشارون يعلن امام المستوطنين استمرار عمليات القتل وقصف المدنيين، حماية لسياسة الاستيطان.

ما هي الخسارة التي يمكن ان يخسرها ياسر عرفات من رفضه لقاء بيريس؟ وما هو الربح الذي يمكن ان يربحه الفلسطينيون من اللقاء المرتقب بين الرجلين؟

اسئلة بسيطة نعتقد ان اكثر من هو مؤهل للاجابة عنها هي القيادة الفلسطينية، ولكننا نحذر من ان الاجتماع المرتقب سيتم استثماره والاستفادة منه حتى الحد الاقصى، لاظهار ان اسرائيل ما زالت معنية بالعملية السلمية، وأن حوار السلام ما زال قائما.

فلتعلن القيادة الفلسطينية ـ على الاقل ـ شروطها لقبول اللقاء، ولتعلن ـ على الاقل ـ ان وقف القتل اليومي وقصف المدنيين، هو شرط بسيط لأي لقاء ممكن مع الاسرائيليين حتى لو كان ذلك اضعف الايمان!!! لكن اللقاء بهذه الطريقة سيكون تبريرا للقتل، وتغطية طيبة وساذجة لعقلية القوة والتدمير وفرض الامر الواقع الاسرائيلي على المدنيين والقرى الفلسطينية.

شيمعون بيريس اصبح الوجه الاكثر قبحا للسياسة الاسرائيلية، والمواجهة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وصلت الى مرحلة حرجة. واذا كان بعض الفلسطينيين من قصيري النفس يعتقدون ان الشعب الفلسطيني في ورطة اقتصادية وسياسية، فعليهم ان يدرسوا الورطة في الجانب الآخر، فالأزمة في اسرائيل وصلت هي الاخرى الى مرحلة متقدمة.

لا نريد ان نعطي دروسا لاحد. والفلسطينيون ادرى بشعاب قضيتهم، لكن فقط نحذر.