جولة رامسفيلد

TT

في اطار اهتمامه بالتشاور مع الدول الصديقة، قرر الرئيس جورج بوش ايفاد وزير الدفاع في حكومته، دونالد رامسفيلد، في جولة تشمل الرياض واسلام اباد وطشقند.

لقد قررت ادارة بوش، بحكمة، التصرف بحذر، وإن كان بحسم، والحصول على دعم من تحالف اكبر بقدر المستطاع. واوضحت ان اية عمليات عسكرية مقبلة لا يجب النظر اليها على انها حملة ضد افغانستان كبلد اسلامي، ولكن مشاركة في مهمة تحرير هذا البلد من نظام فاشي يتخفى في دور حكم اسلامي.

ومهمة رامسفيلد الرئيسية هي اطلاع العواصم التي يزورها على الأدلة التي جمعتها السلطات الاميركية بخصوص الهجوم الارهابي المزدوج ضد نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر. وتشير الادلة التي عرضت على حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بإصبع الاتهام الى منظمة القاعدة الارهابية التي تؤويها ميليشيات طالبان في افغانستان.

وقد وصف رئيس وزراء بريطانيا الادلة بأنها «لا تدحض».

وفي الوقت الذي عانت فيه الولايات المتحدة من جريمة ارهابية بشعة، من المهم تذكر ان العديد من الدول الاخرى قد استهدفت من قبل منظمات ارهابية في العديد من المناسبات. ولذا، فان مواجهة الارهاب، هي قضية تحظى بدعم عالمي تقريبا.

ومع اقتراب العمل العسكري ضد معسكرات «القاعدة» في افغانستان، من الطبيعي ان تحتاج واشنطن الى التأكيد على أنها لن تستهدف الشعب الأفغاني البريء، مثلما انه عندما يتعلق الامر بالتعامل مع ما يوصف بأنه وصمة في جبين البشرية، فإن الولايات المتحدة تحظى بمستوى كبير من الدعم من اصدقائها.

غير ان ازالة تلك الوصمة، لا يمكن الا ان تكون جزءا من برنامج موسع مطلوب لايجاد حكومة مستقرة في افغانستان، ونشر احساس جديد بالامن في المنطقة بأكملها... تحقيق مثل هذه الاهداف يتطلب مشاورات كاملة وتعاوناً من جانب كل الاطراف المعنية بالاضافة الى الاحزاب والشخصيات التي تمثل الامة الافغانية بكل تنوعها.