الزواج صفقة خاسرة (3)

TT

ونصل الى نهاية هذه الرسالة المهمة حيث تقول الاخت الصحافية المصرية: وكي لا اجعل رسالتي في غاية السواد فأنا لن اذكر لك المزيد والمزيد مما رأيته عن قرب يحدث في الكثير من الأسر التي قابلتها طوال حياتي المهنية وذلك على اختلاف مستوياتها المعيشية، ولكن يكفيني ان اذكرك بأنه توجد في محاكم الاحوال الشخصية في مصر وحدها اكثر من مليوني قضية طلاق، هذا بخلاف قضايا الخلع، فهل تعتقد انها ثورة نسائية على النظام الرجالي الحاكم ام انها محاولات مستميتة لرفع الظلم المبين الواقع عليهن والذي يجعلهن يفضلن هدم بيت الزوجية على الاستمرار فيه.

وان كنت تستغرب سعي المرأة للتزين للرجال فهو بالفعل رغبة غريزية في ان يكون الشخص محبوباً ومرغوباً وهذا في الجنين بدون أدنى شك، ولكن سعي المرأة الأساسي للزواج هو من اجل انجاب الابناء من جانب ومن جانب آخر حتى لا تحصل على لقب عانس في المجتمع، ولا استطيع التعميم بالطبع ولكنني استطيع ان اؤكد ان هذا يتم بالنسبة للغالبية العظمى وخاصة المتعلمة من النساء، وهو تفكير لا يدل على سطحية التفكير كما اشرت ولكنه يدل على الواقعية ليس اكثر، فكما يعرف الجميع ان الشاب غير المتزوج يستطيع ان يحصل على المتع التي تشبع رغباته الجنسية خارج اطار الزواج وبدون ان يبدو تصرفه غريباً او منتقداً من المجتمع، وبالطبع انت اول من يعرف ان مجرد تفكير المرأة في بعض المشاعر البريئة التي قد لا تتعدى تبادل النظرات قبل الزواج يعتبر جريمة لا تغتفر في غالبية المجتمعات العربية، أليس كل ما سبق ظلماً بل ارهاباً مريعاً يهدف الى اخضاع المرأة وكسر ارادتها؟

وبالطبع فنحن لم نتطرق الى مواضيع استيلاء الزوج على موارد الزوجة المالية او الى الخيانات الزوجية التي على الزوجة ان تبتلعها وهي صامتة او حتى الى الاهانات وإهدار الكرامة ولو بالكلمات الجارحة التي تعتبر روتينا يوميا عاديا لدى الكثيرين، او الى الغدر بالزواج من اخرى بدون تقصير من الزوجة او بالطلاق والقائها في الشارع وهي في آخر العمر وبعد ان تكون الزوجة قد افنت زهرة شبابها في خدمة ورعاية ذلك الزواج. وبالطبع فهذه التصرفات ليست حكراً على طبقة معينة او شعب عربي دون آخر، فمن واقع عملي واحتكاكي بالكثير من السيدات العربيات وجدتها تكاد تكون واحدة عند الجميع مع بعض التفاوت في بعض النقاط صعوداً او هبوطاً.

يا سيدي قبل ان تحكم على المرأة جرب مرة ان تفكر بطريقتها وان ترى الامور من وجهة نظرها وان تعيش الحياة بأسلوبها، وقتها فقط ستستطيع ان تحكم بنوع من المصداقية.

في النهاية اعذرني على طول رسالتي ولكنها فقط نقطة مما يمكن ذكره في هذا الموضوع الذي يمس المرأة العربية عامة، فظلم المرأة هو الشيء الوحيد الذي اجمع عليه الرجال العرب من المحيط الى الخليج، انها بالفعل الوحدة العربية!!

** لا شكر على واجب يا عزيزتي «عبير»، وكما قلت سابقاً اترك الباب مفتوحاً لمزيد من التعليقات.