الاستمتاع بالفكاهة والنكات من أهم أركان الاحتفال بأيام الكرسمس في الغرب. تمتلئ المخازن والمكتبات بالكتب والمجلات الفكاهية والالعاب والتقليعات التي تدخل في اطار المزاح والدعابة. بعين الوقت تتوجه المسارح والسينمات وقنوات التلفزيون والاذاعة لسد عطش الجمهور للضحك والفرفشة.
بيد ان كرسمس هذا العام الذي سيصادف يوم غد، تميز بتحويل الفكاهة الى بحث ودراسة. فخلال الاشهر الماضية، دأب فريق من علماء جامعة هردفتشر على دراسة ظاهرة الفكاهة في 11 دولة غربية وتقييم النكات الرائجة. وصدر تقرير البحث، طبعاً قبل أسبوع من يوم الكرسمس. وكان فيه بعض المفاجآت، ومنها ان الألمان أكثر استذواقا للنكتة من الانكليز الذين جاءوا في المرتبة السابعة. تبين ايضا وجود فرق واضح بين روح النكتة بين الرجال وبين النساء. كما نتوقع، النكات الرجالية تغص دائماً بالجنس، والنكات النسائية تعتمد غالبا على اللعب بالألفاظ. ولكنني شخصيا أرى ان الفرق الاساسي هو ان الرجل يميل الى المفارقات المنطقية والمرأة تميل الى الملابسات اللفظية. ليس لي ان أروي النكتة الجنسية التي ذكرها التقرير كمثال للفكاهة الرجالية. لكنني استطيع ان أروي النكتة النسائية التي ستضيع أكثر بسبب الترجمة الى العربية. دخل رجل الى حانة يحمل قطعة من الأسفلت، سأله النادل عما يريد فقال أريد قدحاً من البيرة وقدحاً آخر للطريق.
النكتة التي وجدها الباحثون أحسن نكتة انكليزية تعلقت بشارلوك هولمز وزميله الدكتور وتسن، علماً بأن اقاصيص شارلوك هولمز تدور دائما حول المنافسة بين هذين الرجلين في الاستدلال من القرائن والوقائع. تقول النكتة انهما ذهبا في سياحة ريفية وقضيا الليلة في خيمة أقاماها معاً في مخيم. فجأة استيقظ المحقق البوليسي من نومه وأفاق زميله وتسن من النوم. قال له: أنظر الى السماء وهذه النجوم فوقنا. ما الذي تستنتجه منها؟ أجاب وتسن: السماء مليئة بنجوم كثيرة ولكنني أرى أن بعضها يأخذ شكل الكواكب كالكرة الأرضية. وإذا كانت تشبه الكرة الأرضية فالاحتمال ان فيها خلائق حية. قال له شارلوك هولمز: استنتاجك خطأ. انك ترى هذه النجوم لأن شخصاً ما سرق خيمتنا من فوقنا! أحسن نكتة بلجيكية: ينقسم البشر بصورة عامة إلى ثلاثة أصناف، صنف يعرفون كيف يعدون، وصنف لا يعرفون كيف يعدون.
أحسن نكتة فرنسية: سأل رجل محامياً: اذا اعطيتك ألف فرنك، فهل لك ان تجيبني عن سؤالين لدي؟ أجابه المحامي: بكل تأكيد. والآن ما هو السؤال الثاني؟
نكتة لا بأس بها تعبر عن جشع المحامين. ولكنني أفضل نكتة فرنسية أخرى تعبر عن لوذعية الصحافيين: علقت احدى الجرائد على الحكومة الجديدة فقالت ان نصف وزراء هذه الحكومة حرامية. بادرت وزارة الداخلية الى مطالبة الجريدة بالاعتذار والتصحيح. فنشرت هذا الاعتذار: «تأسف هذه الجريدة على السهو الذي وقع أمس عندما قلنا ان نصف هؤلاء الوزراء حرامية. والصحيح هو ان نصف هؤلاء الوزراء ليسوا حرامية».
هذه في رأيي اعظم نكتة سمعتها في حياتي.
أحسن نكتة سويدية: اتصل زوج بالمستشفى وقال للممرضة: «زوجتي على وشك الوضع. ابعثوا بسيارة اسعاف حالا». سألته الممرضة: «هل هذا طفلها الأول»؟ أجابها الرجل: «كلا هذا زوجها يكلمك».
لم يقم أحد بدراسة عن النكتة العربية. الباحثون عندنا مشغولون بأبحاث الوحدة العربية. يجب ان تكون هذه أحسن نكتة عربية. ولكنني سأقوم بالنيابة عنهم بمسح عالم الفكاهة العربية يوم الاربعاء المقبل.