شارون.. سيكا!

TT

القاعدة القانونية تقول ان لا جريمة بغير نص في القانون.

وكذلك الارهاب.. لا بد من نص في القانون الدولي يحدد ماهيته.. حتى يمكن محاصرته ومعاقبة القائمين عليه. اما ان يصبح الارهاب وتعريفه «سداح مداح».. فان محاصرته تغدو مسألة مستحيلة.

وبعد احداث الثلاثاء الاسود (سبتمبر الفين)، كما يقول الاميركان، قدمت في هذه الزاوية محاولة لتعريف ماهية الارهاب، وقلت ان التعريف السائد للارهاب هو الاستخدام غير المشروع للعنف لتحقيق مطالب سياسية.

وقلت ان هذا التعريف على وجاهته يحتاج الى تعريف.. فمن الذي سيحدد العنف المشروع وغير المشروع.. وضربت امثلة باختلاط المعاني والكلمات وقلت ان بداية محاولة تعريف الارهاب بدأت منذ بداية القرن الماضي وظلت مستمرة حتى تبنت الامم المتحدة المحاولة لتكوين لجنة استمرت في العمل عشر سنوات (79/1989) قبل ان تعلن انها لم تصل الى اتفاق على تعريف الارهاب وقلت ان صعوبة تعريف الارهاب تعود الى وجهات النظر المختلفة اليه.

وبين يدي كتاب للاستاذ مختار شعيب بعنوان «الارهاب» من اصدار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام.. يناقش الفصل الاول فيه مفهوم الارهاب وتميزه عن مفاهيم اخرى يعترف فيها المؤلف منذ اول سطر بأن هناك مشكلات عديدة تنشأ عند تعريف مفهوم الارهاب وتحديد ابعاده، وذلك كما يقول المؤلف، لاختلاف نظرة كل مجتمع من المجتمعات للمفهوم.. ومن ثم من هو الارهابي.. فالارهابي في نظر البعض مناضل او مكافح او مجاهد، وهو مجرم في نظر البعض الآخر.. وهو نفس ما انتهينا اليه في زاويتنا في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

ولهذا، فانه من بداية اول سطر في الكتاب حتى آخر سطر، هناك اختلاف في مفهوم الارهاب بحيث لا يمكن ان نقول عن اي تعريف ان هذا هو التعريف الجامع المانع.. ويقول المؤلف في التأصيل التاريخي للارهاب.. ان العالم عرف الارهاب في صوره المختلفة منذ اقدم العصور.. وان اول منظمة ارهابية عرفها التاريخ هي منظمة «السيكاري» التي شكلها بعض المتطرفين اليهود من طائفة «الزيلوت» الذين وفدوا الى فلسطين في نهاية القرن الاول قبل الميلاد بهدف اعادة بناء الهيكل الذي عرف بالمعبد الثاني.. فكانوا يستخدمون سيوفا قصيرة تسمى «سيكا» ومنها اشتق اسمها. وكانوا يضربون ويقتلون الاهالي في وضح النهار لارهابهم وترويعهم ليتركوا اراضيهم!! ليس غريبا اذن ما يفعله شارون.. ولعل اسمه الاصلي هو «شارون سيكا» او «شارون السيكاري».