إيران.. إعلان حرب

TT

لغة شاه ايران السابق عادت الى طهران مع التصريحات المؤسفة حول نية ايران حرق ابار النفط في منطقة الخليج اذا تعرضت لهجوم اميركي.

هذه اللغة المتعالية والتي تمثل قمة الاستهتار بالقانون الدولي من جهة، وبكل ما تطرحه ايران من كلام حول العلاقات الاخوية والاسلامية مع دول الخليج هي لغة مرفوضة، ويجب ان يكون هناك رد رسمي خليجي يبين لبعض الغلاة والمتطرفين في ايران ان هناك دولاً مستقلة في الاقليم الخليجي، وان نفط هذه الدول هو ملك لشعوبها، وان ايران ليست ولية امر دول الخليج، وان كل ما تفعله دول الخليج لتحسين علاقاتها بايران يصطدم كل يوم بتصريحات غير مسؤولة وخارجة عن المألوف في العلاقات الدولية.

لا ندري ما هي حدود صلاحيات الرئيس الايراني محمد خاتمي، ولا ندري ان كان بيده ان يضع سياسة ايران الخارجية من خلال برنامجه الاصلاحي والانفتاحي والذي يدعو الى تحسين علاقات ايران بكل دول العالم وخاصة الجيران، ولكن الواضح ان اوراق اللعبة الايرانية مشتتة مع الاسف بين اطراف عديدة اختلطت فيها مهمات رجل الدولة مع مهمات رجل الدين، وغابت فيها الحدود بين وزارة الخارجية الايرانية وبين الحرس الثوري، ولم نعد ندري من الذي ينطق بلسان جمهورية ايران الاسلامية ومع من نتعامل، ومن الذي يجب ان نصدقه ومن الذي يجب ان نهمله، وما هي حقيقة الموقف الرسمي الايراني من دول الخليج.

لا بد لدول الخليج ان تطلب توضيحاً رسمياً من ايران حول التهديدات بحرق آبار النفط في دول الخليج، فهذا الكلام هو بمثابة اعلان حرب على شعوب المنطقة وعلى موردها الوحيد، واعتداء على استقلال دول جارة تربطها علاقات ودية بايران، ولغة لم تعد تصلح في الخطاب الدولي في المجتمعات المتحضرة والمتمدنة.

لقد سمعنا من يقول في طهران بأنه قادر على ضرب آخر بقعة في الخليج، وسمعنا من يتحدث عن قدرة ايران على تدمير جيرانها، وكنا نعتقد ان ايران تعلمت شيئاً من خطئها التاريخي حول تصدير الثورة وما سببه من قلق في علاقات ايران الخارجية، لكن الواضح ان هناك خللاً كبيراً في الادارة الايرانية، وان المطلوب الا تمر مثل هذه التصريحات الاستفزازية مرور الكرام.