وحيدة

TT

* رسالة من فتاة شابة ذيلتها بلقب «عاشقة الاذاعة» من تونس تقول فيها: انا فتاة تونسية اعيش في وحدة وجدانية.. لا يشغل بالي سوى متابعة الاذاعات العربية.. نادرا ما اغادر منزلي وذلك لاسباب عديدة اهمها عادات وتقاليد المدينة التي اعيش فيها.. فالمرأة التي لا تدرس ولا تعمل وغير متزوجة عليها الا تخرج من منزلها الا للضرورة القصوى... وأنا لا اعمل.. وغير متزوجة ولا ادرس لانني وبصراحة، حطمت الرقم القياسي في الرسوب في الثانوية العامة.. سبع مرات متتالية كانت النتيجة واحدة.. فبت حبيسة جدران المنزل أطالع الجرائد وتحديدا مقالتك، واستمع للاذاعة حتى بات حلمي الأوحد ان اعمل في الاذاعة ولو ليوم واحد.. اما عن سبب كتابتي لك فقد قرأت في احدى مقالاتك قولك ان الصحافة لا تستلزم دراسة معينة.. وان عددا كبيرا من الصحافيين لم يدرس الصحافة في المعاهد والكليات، وأضفت قائلا انها موهبة وثقافة لا تتحقق بأي نوع من الدراسة.. ومنذ لحظة قراءتي لكلماتك اصبحت اكثر تفاؤلا بالمستقبل. وسؤالي سيدي: اي نوع من الدراسة يحقق الالمام بالصحافة وفنونها.. وهل من معاهد خاصة تدرس الصحافة وتعطي شهادات معتمدة.. واخيرا شكرا لرحابة صدرك واهتمامك..

**** دفعني للرد عليك احساسي بوحدتك القاسية، وضرورة خروجك منها الى العالم والى الحياة. وانت تقولين انك تعشقين الاذاعة ومع ذلك تريدين دراسة الصحافة.. والاذاعة في الواقع صحافة مسموعة.. وفي امكانك ان تبدأي عملك الصحافي فورا بان تستمعي بعمق وجدية الى ما يذاع في تونس او غيرها من البلاد العربية ثم تكتبين نقدا لما تسمعين.. والنقد ليس دائما قدحا او ذما او هجاء.. فالنقد يحتمل المديح والاشادة، وابعثي بما تكتبين الى الصحيفة التي تقرأينها.. فاذا كان نقدك موضوعيا فسوف ينشر ما تكتبين.. وفي امكانك تركيز جهدك في الكتابة على الاذاعة والتلفزيون في تونس وانا متأكد انهم سيهتمون بما تكتبين، خاصة والاذاعة تضعف امام التلفزيون، وفي امكانك ان تكتبي للاذاعة والتلفزيون معا.. واسلوبك لا بأس به وسيتحسن بمرور الوقت.. والذي اعرفه انه ليست هناك معاهد اهلية للصحافة.. وعلى كل حال في امكانك البدء بما قلته لك وبعدها ننتظر ونرى.