لسان العرب.. ليس حصانهم

TT

رغم ان العرب يقولون ان «لسانك حصانك ان صنته صانك» الا انهم يتصرفون بشكل مغاير، فهناك ولع غريب بالحديث وبفلتان اللسان حتى لو كان ذلك ضد مصالحهم.

كيف يمكن ان نفسر ظهور زعماء الصف الثاني والثالث وربما الرابع من قادة التنظيمات الفلسطينية تحت الاحتلال على القنوات الفضائية كل يوم وهم يتوعدون اسرائيل بالعمليات الانتحارية، ويعطونها المعلومات المجانية عن تنظيماتهم ونشاطهم، إما بهدف التفاخر، او بسبب التنافس التنظيمي قصير النفس بين هذه المنظمات، وهل يجوز لقادة ميدانيين وليسوا زعماء سياسيين او مفاوضين ان يكشفوا عن ادوارهم وعن عملياتهم العسكرية وهم تحت الاحتلال.

قبل اسبوع قالت اسرائيل ان من نفذ احدى العمليات العسكرية ضد الاسرائيليين هو شخص واحد، بينما تطوعت المنظمة التي اعلنت المسؤولية بالتصريح بانهم ثلاثة. فبدلا من ان يركز التحقيق الاسرائيلي على واحد تتوسع دائرة التحقيق. والاخطر من ذلك انه كلما قامت عملية فدائية تطوعنا باعلان اسم منفذها وارفقناه بشريط فيديو واعلنا اسم قريته وعائلته، فتقوم اسرائيل في اليوم التالي بهدم منزله على من فيه، وذلك كله بسبب التنافس غير الصحي واثبات ان هذه المنظمة وليس غيرها، قامت بالعملية.

فلتان اللسان هو مشكلة مزمنة وخاصة اذا ارتبطت بافكار القبيلة الاولى حيث التفاخر والنخوة والفروسية تمارس في عصر ليس عصرها، وحيث لا يجوز مقاومة دولة عدوانية تملك احدث اسلحة التكنولوجيا بلغة العنتريات.

كثيرا ما دافعنا في هذه الزاوية عن حزب الله اللبناني، وكثيرا ما حذرنا من بعض الخطب الانفعالية لبعض قادته، لكن المشكلة تزداد، وبعض تصريحات قادة حزب الله تضر الحزب نفسه وتضر لبنان وتضر القضية الفلسطينية، وعلينا الانتباه الى ان تحقيق الموقف اهم من تسجيل الموقف، ولا بد ان ندرك الفرق بين الانحناء للعاصفة دون استسلام، والانحناء للريح مثل السنبلة التي تنحني دون ان تنكسر، لكنها مشكلة ثقافية تتعلق بسوء استخدام ألسنتنا.