تاريخ البكاء!

TT

لم اكن اعرف ان للبكاء تاريخا حتى قرأت كتاب «التاريخ الطبيعي والثقافي للبكاء» للمؤلف توم لوتز.. وبالطبع فان هذا التاريخ ليس باليوم والساعة او حتى بالسنة او القرن.. فهو تاريخ الوجود الانساني على الارض.. فالبكاء ليس كمية من الماء المالح تنزل من العين.. انه عملية كيميائية معقدة.. ووظيفة هامة من وظائف الاعضاء! وتاريخ البكاء هو تاريخ الشخص ذاته.. فأول ما يفعله الوليد وهو يخرج من دفء الرحم الى هواء الغرفة ان يبكي.. ويقولون ان هذا البكاء هو تعبير عن الاسى لانه ترك الامن والسكينة والدفء الى الحياة القاسية.. وهو بالطبع تعبير مجازي.. فالوليد الطبيعي يبكي فاذا لم يفعل تولى الطبيب دفعه الى البكاء لتشغيل الجهاز التنفسي.

ويقول المؤلف ان البكاء هو احدث صيحة في العقاقير المهدئة، فهو افضل من اي دواء اخر في تخفيف الضغط العصبي.. وقد درس العلماء تكوين الدموع واكتشفوا ان هناك ثلاثة انواع منها: الاول هو ما يطلق عليه الدموع الاساسية التي تقوم بترطيب العين وتسهيل حركة الجفون.. والثاني الدموع التي تنتج من مهيج خارجي مثل البصل او الشطة.. او دخول جسم غريب الى العين.. والثالث هو المعبر عن الضيق او الازمة نتيجة فيضان المشاعر حزنا او فرحا.. هذه الدموع بتركيبتها الكيماوية خاصة بالانسان فقط.. اي انها تختلف عن الدموع عند الحيوان.. وقد وجد د.وليام فراي الذي درس هذه الدموع دراسة مستفيضة انها تحتوي على 25 في المائة من البروتين وتتركز فيها كميات متفاوتة من المعادن خاصة المغنسيوم وهي كلها مواد سامة يريد الجسم التخلص منها.. وبهذا التخلص يشعر الانسان بالراحة التي تعقب البكاء، ويستعيد الجسم توازنه.. وهو التوازن الضروري لكفاءة عمل اعضاء الجسم.

ودموع التماسيح ضارة.. ويقصد بها الدموع التي يذرفها الشخص متعمدا لاستدرار العطف فهي تزيد من توتر الشخص وعصبيته.

وقد وجد المؤلف ان المرأة تبكي 64 مرة في العام.. اما الرجل فيبكي 17 مرة فقط.. ولهذا فان صحة المرأة العصبية والنفسية افضل من الرجل.. والمطلوب من الرجال زيادة عدد مرات البكاء.. او البكاء اكثر.