مؤسسة العاطلين!

TT

* رسالة من القارئ الشاب «ع. الزهراني»، وقد لقب نفسه بالعاطل يقول فيها: أدرك تماماً مدى انشغالك، وضيق وقتك الذي لا يسمح بتبديده في قراءة رسالة عاطل مثلي!! قرأت في جريدتكم الغراء موضوعاً طرحت فيه احدى القارئات مشكلتها عن البطالة والعمل وكتبت تقول انها من اعضاء حزب العاطلين عن العمل، واعتقد ان التسمية خاطئة لأن امر البطالة اتسع وكبر ويمكننا ان ندعوها، مؤسسة العاطلين.. جمعية.. حكومة العاطلين.. لقد تعددت مسمياتها وتشعبت اسبابها وبالتالي تزايد عدد اعضائها ليحظى القدامى منهم بشرف الألقاب كالعاطلين القدامى، والعضو العامل، والعضو غير العامل، وكأننا في ناد تتدرج فيه الألقاب والمناصب.

سيدي، أنا طالب حصلت على الشهادة الثانوية بتفوق، حملت اوراقي تسبقني الاحلام والآمال، ولكنهم رفضوني والسبب، لقد تأخرت عن الموعد المحدد لتقديم طلب الانتساب، فعدت بخفي حنين، لأجلس في بيتنا بجانب امي، وكلي اسف واحراج، لا سبيل ولا حل ولله المشكتى. بحثت عن عمل دون جدوى، لدي تساؤلات عديدة، هل اصلح لأن اكون كاتباً، وما رأيك في اسلوبي الأدبي، هل اتابع مشواري ام اتوقف، اعذر تطفلي على وقتك الثمين ولكن ثقتي برأيك وحيرتي دفعتاني للكتابة واتمنى ان تصلك كلماتي هذه ولا تضل رسالتي الطريق اليك، وأتمنى لك كل التوفيق في مهنتك (مهنة المتاعب)، والسلام ختام.

** هات من الآخر كما يقال، ومن الاخر ان حكاية تصبح كاتباً معناها ان تظل عشرة اعوام اخرى، فالكتابة مهنة يتقنها صاحبها بعد سنوات طويلة من المعاناة والجهد المستمر وفي النهاية قد لا يصل الى شيء، ولهذا فلا بد من التعامل مع الكتابة كهواية بجانب عمل آخر لكسب الرزق، وبالطبع انت مسؤول عن التأخر في تقديم طلب الانتساب، ففي الظروف المخيفة التي نعيشها لا بد ان نقف على اطراف اصابعنا لكسب الفرصة.

اوافقك واتحمس لانشاء حزب العاطلين، وسيكون اقوى من حزب العمال وحزب المحافظين، ولعلني انضم اليه قريباً فقد تعبت، وسبحان الله ان يكون هناك من يبحث عن عمل، ومن تعب من العمل، ولكنها سنة الحياة.

همس الكلام «مطاردة النساء لا تؤذي.. الذي يؤذي هو اللحاق بهن».