الهامور وما إلى ذلك

TT

كلما كنت في الخليج تصدر الادام شيء من الهامور. وهو غالبا اما مستورد من الهند او نتاج المزارع التي تولده وتربيه وترسله الى الموائد. وحاولت ان اعرف من اصدقائي معنى كلمة هامور او اصلها. وهل هي فارسية او هندية مثل كثير من الكلام الذي دخل على العربية في ازمنة التلاقح والتبادل. ولم الق جوابا حاسما. وقلت في نفسي لعله «الثأمور»، كما ورد في «المخصص» لابن سيده «النحوي اللغوي الأندلسي». ففي «المخصص» ايضا يرد ذكر «الانقليس» و«هي سمكة على خلقة حية»، والمفردة عجمى، لكن العامة تسميها اليوم «الحنكليس»، لأن بعض الالفاظ يتغير بالتقادم والتناقل.

ومن الاسماء المشابهة «للهامور» «القرقور» وهو ضرب من السفن كما يقول أبو دريد. و«الهرهور». ويستخدم الكويتيون «الهامور» صفة لكل من اغتنى من الناس او علا شأنه، وبقدر ما احبت العرب الصحراء بقدر ما بهرها البحر في غموضه وقسوته وعطائه. ويسمى بحرا لاتساعه. ومنه الاستبحار في العلم والتبحر. وقيل الدأماء. وقيل الكافر. وقيل الزاخر. وقيل البضيع. وقال الأصمعي هو المهرقان لأنه يهرق ماءه على الساحل. ورها البحر رهوا، سكن سكونا. واسجى وسجا. وعَرضُ البحر وسطه. وبلدة البحر وسطه كذلك. ولجة البحر حيث لا ترى ارضا ولا جبلا. والثَّج البحر اختلطت امواجه. وفي الحديث «من ركب البحر اذا الثَّج فقد برئت منه الذمة». وايضا «فلا يلومن الا نفسه». وماج البحر اضطرب. ومنه ماج امر الناس. وقال ابن دريد ارد البحر كثرت امواجه. ويقال تلاطت او تلاطمت. والغطمطة اضطراب الامواج. ويسمى البحر رجافا اذا كثر اضطرابه. والخليج هو الجذب. وقال ابن السكيت «الخليج من البحر سمي بذلك لأنه يجذب من معظم البحر». ومنه قيل للحبل خليج لأنه يجذب ما شد به. ومنه ناقة خلوج اذا ابعد عنها ولدها. والخور (دبي) الخليج من الماء. قيل مصبه، وفي نعوت البحر «الهَموم» أي الكثير الماء. والغطامط والغطميطيط. والغطيم، أي شديد الالتطام. والهيقم، الوسيع القعر. وخبيط الامواج مضطربها. وجزر البحر جزرا. والجزيرة سميت كذلك لانقطاعها عن معظم الارض. وكل جزيرة في البحر بضيع. وساحل القوم اتوا الساحل. وقال أبو عبيد سيف البحر وبه سمي العراق. وقيل العراق شاطئ البحر طولا. واهدان موضع كل ساحل. وقيل هو الساحل نفسه.

وقال ابن دريد السفينة بمعنى فاعلة مشتق من السفن. أي القشر لأنها تسفن الماء كأنها تقشره. والسفان ملاح السفينة. والفُلك واحد وجمع ومؤنث ومذكر، كالعرب والعجم والسقم وسواها. والشراع رواق السفينة. وقيل القلاع. ويقال اقلعت السفينة بمعنى ابحرت ورفع شراعها. ونحن نستخدم التعبير الآن في وصف اقلاع الطائرة. ونقول اليوم سطح السفينة او سطوحها وكان يقال سقفها وشعائفها. ودسَّر السفينة سمَّرها. والخلية العظيمة من السفن التي لها زورق يتبعها شبهت بالخلية من الابل وهي التي ترأم على ولد واحد. والزورق والعدولي منسوب الى قرية بالبحرين يقال لها عدولي. والبارجة سفينة القتال. والانجر مرساة السفينة وهو اسم عراقي يقال ايضا للثقيل «هو اثقل من انجر».

وصفات النهر ايضا هي السعة. وقيل نهر قصير ونهر عميق ونهر غراق وفياض وجواد. والشاربة القوم يسكنون على النهر. وقيل النهر هو السدير.