القسيس السياسي

TT

«الفلسطينيون بشر أيضا، وحقوقهم يجب ان يُدافع عنها».

ـ جيمي كارتر ـ عندنا، لا يتقاعد الزعماء يموتون هانئين في سرير السلطة او يُبادون مقلوبين مع النظام «المباد» عندهم، هناك حياة بعد التقاعد هناك دور لهم إن كانوا قادرين هناك صوت لهم إن كانوا راغبين فلا تغييب، ولا اعتقال، ولا ابادة ولا حذف من الكتاب والتاريخ والذاكرة

* تقاعد الرئيس جيسكار ديستان وما زال يمسك فرنسا من الوسط تقاعد الرئيس ميخائيل غورباتشوف وما زال يبيع الاميركان محاضراته تقاعدت ليدي ثاتشر فأدخلوها مأوى اللوردات تقاعد كارلوس منعم مع ملكة جمال تقاعد جيرالد فورد في ملعب الغولف تقاعد رونالد ريغان فاعتقلته زوجته مع الخرف والعته تقاعد بوش الاب فقعد يتفرج على سياسة بوش الابن تقاعد بيل كلينتون فاشترى الخليجيون محاضراته في الاقتصاد تقاعد جيمي كارتر فكان افضل رئيس اسبق لأميركا

* الطرافة المرة في النزاهة انها ليست شرطا للنجاح! مزج كارتر الاستقامة بالايمان فطردته السياسة من البيت الابيض عذبه هوسه بفضيلة التفاصيل ففقد استشفاف الافق البعيد منح السياسة وجها انسانيا فأدانوه بالانسحاب من الحرب الباردة حلم القسيس السياسي بالسلام صالح بيغن والسادات فخسر العرب ثقل مصر شهر السيف الاصولي حارب به «الكفر» السوفييتي فأغمدت الاصولية التكفيرية غمده في صدور الكفار والمؤمنين ادان غزو بيغن وشارون للبنان فنال الاول جائزة نوبل واصبح الثاني رئيسا للوزراء عارض حرب الخليج فكاد صدام يبقى في الكويت

* بماذا يحلم انسان في الثامنة والسبعين؟

يحلم كارتر في مغرب العمر برد الاعتبار يغادر مزرعة الفستق يخرج الى العالم داعية لحقوق الانسان يطرح نفسه وسيطا في الشرق الاوسط فيرفضه كلينتون واليهود يطالب بانهاء احتلال الضفة وغزة فتتهمه اسرائيل بالنفاق ينادي بحقوق الفلسطينيين فيقذفونه بوصمة «اللاسامية»

* تقدمت جحافل كاسترو فهرب هيمنغواي من حانته في هافانا ترك وراءه قاعدة الاحتلال في غوانتانامو ترك وراءه «العجوز والبحر» اميركي آخر يكتشف كوبا يسأل كارتر عن العجوز فيعرف ان غريغوريو فوينتس قد مات يسأل كارتر عن عجوز آخر فيعرف ان كاسترو على قيد الحياة يطالبه بالديمقراطية ويطالب اميركا برفع الحصار يأتي جواب بوش:

حصار كوبا يخدم حقوق الانسان!