في انتظار إعلان بوش

TT

الان وبعد ان اقتربت الادارة الاميركية من استكمال مشاوراتها مع مختلف الاطراف المعنية، يفترض ان تكون الصورة قد اصبحت واضحة لدى الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي يستعد لاصدار اعلان او خريطة تحرك حسبما قالت مصادر اميركية بشأن الطريق نحو السلام في الشرق الاوسط، وايجاد حل للصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.

ويستشف من كثافة المباحثات ومستواها ومدتها ان الادارة الاميركية بصدد اتخاذ موقف جاد في معالجة الازمة التي تعصف بالمنطقة وتهدد استقرارها، فقد بدأت بمباحثات ولي العهد السعودي في تكساس مع الرئيس الاميركي ثم مباحثات مع قادة الاردن والمغرب ومصر واسرائيل واخيرا المباحثات مع وزير الخارجية السعودي امس.

كما يبدو واضحا ان هناك معركة دبلوماسية على كسب تأييد الادارة الاميركية بين الجانبين العربي والاسرائيلي، وان التحرك الدبلوماسي العربي اقلق شارون الذي ترك اثنين من مستشاريه في واشنطن بعد عودته الى بلاده لاحتواء اي تأثيرات جديدة في اعقاب مباحثات وزير الخارجية السعودي في البيت الابيض.

واذا دل هذا على شيء فهو ان الحوار مع واشنطن ومحاولات الاقناع وتبادل الرأي تستطيع ان تحقق نتائج ايجابية لمصلحة العرب، مهما قيل عن قوة اللوبي المؤيد لاسرائيل، خاصة اذا كانت القضية تتعلق بحقوق شرعية لا يستطيع ان ينكرها احد.

وستكون فترة الاسبوعين المقبلين حاسمة في تكوين وجهة النظر الاميركية تجاه الطريق نحو الخروج من الازمة في المنطقة والمنتظر ان يعلنها الرئيس بوش بما في ذلك الموقف النهائي من مسألة المؤتمر الدولي للسلام واهدافه ومستوى التمثيل المطروح.

وقد تكون هناك بعض الاشارات المقلقة من جراء التناقض في بعض التصريحات الصادرة عن اطراف الادارة الاميركية والتي تعكس عدم وجود اتفاق عريض على المبادئ العامة للتحرك الى الامام، مما يظهر للعالم وكأن هناك صراعا بين جناحين يريد كل منهما ان يسير في اتجاه مختلف عن الاخر.

لكن المعتقد ان الرؤية التي سيطرحها بوش لا بد انها ستعكس موقفا نهائيا للادارة الاميركية بشأن رؤيتها لكيفية التحرك، وهي لا بد ان تكون رؤية واضحة وقابلة للتحقيق وتستند الى مرجعيات واضحة تحدد التزامات كل طرف ومسؤولياته بشكل واضح، وتراعي العدالة بحيث لا يمكن لطرف ان يرفضها الا اذا كان معاديا لفكرة السلام نفسها.