أسعفني بالحل!

TT

الشاب الصغير الذي ارسل لي «إيه ميل» مستعجلاً جداً يطالبني فيه بأن اسعفه بالحل.. هذا الشاب عمره 15 سنة فقط لا غير.. وكما يقول هو: عمري بالتحديد 15 سنة ولكني مررت بتجارب عاطفية كثيرة وكنت في كل مرة اخرج من هذه التجارب محطماً مكسوراً مما يدفعني الى الدخول في علاقة اخرى احطم بها طوق الفشل والعجز، وأعترف انني فشلت في التعامل مع الفتيات فقد كنت ألبي كل مطالبهن وخسرت بسببهن عدداً من اصدقائي ومعارفي حتى صرت وحيداً.. وصار همي الانتقام منهن.. لقد اصبحت حاقداً على كل الفتيات.. فقد اكتشفت أنهن يمارسن الخداع وعدم المبالاة وهدفهن اللعب والمرح لا اكثر.. لقد صرت اخاف الفتيات واخاف ألاعيبهن ولا انوي في المستقبل الارتباط باحداهن. وللأسف اهلي يعتبرونني انعزالياً ومريضاً نفسياً.. أرشدني لكي اتخلص من هذه العقدة.. وأسعفني بالحل.

* * * ويا عزيزي «حليم».. وأحتفظ ببقية اسمك.. اريد ان اقول لك «يا بختك» فأنت ما زلت في اول شارع الحب، ومع ذلك احببت وهجرت.. وخدعت.. وخسرت.. وكأنك تجاوزت الخمسين.. واقول لك يا بختك.. لأنني لم اعرف شكل البنات الا بعد ان تجاوزت العشرين.. وعرفت اشكالهن في لندن ولم اجرؤ على الحديث مع اي فتاة الا بعد ان استجمعت كل شجاعتي.. وعندما تحدثت مع اول فتاة سرت في شوارع لندن كالمجنون احدث نفسي.. وأهنئ نفسي.. وكذلك كان حال اكثر اصدقائي.

يا اخي.. ان ما حدث لك سببه صغر سنك.. وصغر سن الفتيات.. فالحكاية كلها كان يجب ان تعتبرها «لعب عيال»، وهذا ما اكتشفته الفتيات ورفضت انت الاكتشاف.. في مثل سنك يا عزيزي تلعب الأوهام الدور الاكبر في ما تعتبره حباً.. والحب اكبر من ذلك بكثير.. ان ما تشعر به مجرد الضيق الناشئ عن التفكير في الجنس، فالحب الحقيقي او الاصلي او المعترف به يأتي بعد ذلك بكثير.. وذلك بعدما تهدأ ثورة المراهقة.. وبعدما يكتمل النضج.. وعندما يفهم الانسان معنى الحب.. ولا يستقي معلوماته من الروايات والقصص وأفلام السينما.

واضح يا عزيزي «حليم» انك شديد الحساسية.. فخذ حذرك، خاصة انك ما زلت في الاعدادية بحكم سنك.. فانتبه الى دروسك ودعك من دروس الحب التي ستحتاج الى مدرس خصوصي لأنك لم تذاكرها جيداً.. مع كل محبتي.