هل هي شهرة زائفة!

TT

مع استعداد متحف اللوفر في باريس للاحتفال بعيد ميلاد «الموناليزا» التي ستتم عامها الخمسمائة في عام 2003 صدر عن دار نشر «ربر كولينز» بلندن كتاب بعنوان «الموناليزا» للكاتب دونالد ساسون يقدم بعض الاحصاءات الخاصة بتلك اللوحة الغامضة التي لا يكف الباحثون عن محاولات البحث للكشف عن اسرارها ولتفسير السبب الذي جعل زوجة مزارع يدعى فرانشيسكو دلجيكوندو تحظى بكل تلك الشهرة التي أراد المؤلف في كتابه التشكيك فيها.

يقول المؤلف في كتابه ان ليوناردو دافينشي قام برسم العديد من الوجوه الجميلة من عصر النهضة (الرينيسانس)، وانه لمن الغريب ان تحصد الموناليزا كل الشهرة العالمية بالرغم من كونها الأقل جمالا من بقية الوجوه التي رسمها ليوناردو في لوحاته وفق مقاييس الجمال في كل عصر وأوان. ويضيف ساسون قائلا ان في متحف «اللوفر» نفسه لوحة اسمها «الجمال العابس» لفتاة ذات ملامح جميلة تخلب الألباب على الرغم من عبوس وجهها وهي على نحو مؤكد اكثر جمالا من «الموناليزا» ذات الخدود التي تشبه خدود السنجاب.

ناقش ساسون في كتابه الدور الذي لعبته باريس بوجه عام ومتحف اللوفر بوجه خاص في تضخيم اسطورة «الموناليزا التي لم تنل الشهرة إلا منذ نحو مائة وخمسين عاما فقط. وكانت من قبل ذلك التاريخ احد مقتنيات متحف اللوفر التي تحمل رقم 779 ومودعة في المخازن من دون ان يعني وجودها شيئا اكثر من ذلك.

يضيف ساسون ان مع بدايات القرن التاسع عشر كان رفائيل ومايكل انجلو يعدان اكثر اهمية من ليوناردو، وكانت ابداعاتهما الغزيرة اكبر تأثيرا من ابداعات ليوناردو الذي كان يبدأ في الكثير من الأعمال ولا ينتهي إلا من القليل فقط منها، لأنه كان صاحب عقل مشتت ولا يستطيع اتخاذ قرار، كما كانت لوحاته تسقط من الجدران لأنه لم يكن يفكر جيدا في نوعية الحمالات التي يستخدمها. كذلك لم تسفر تجاربه العلمية عن شيء وكانت تؤخذ ضده في غالب الأحيان.

ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت على ذيوع شهرة لوحة «الموناليزا» هو حادث السرقة الذي تعرضت له والذي جعل اسمها يتردد كثيرا في الصحف الأوروبية لأسابيع طويلة، ثم بعد ذلك بعامين عادت لوحة «الموناليزا» من جديد لتشغل الناس في اعقاب اكتشاف وجودها في ايطاليا، ومنذ ذلك الوقت دخلت «الموناليزا» التاريخ واصبحت تحتل اعمدة الصحف وبطاقات التهاني وافلام الكارتون.

كتاب «الموناليزا» لمؤلفه ساسون يعد في رأي نقاد الفن من الكتب ذات القيمة العالية لأنه يتتبع تاريخ لوحة «الموناليزا» ويتقصى الأسباب التي ادت الى حصولها على الشهرة العالمية بغض النظر عن رأي المؤلف الذي يرى انها لا تستحق كل ما حصلت عليه من شهرة واهتمام.