يوشك صرح من اهم الصروح الطبية في السعودية ان يغلق ابوابه.. عجز المستشفى الكبير عن دفع رواتب 1800 موظف يعملون به.. يستعد كبار الأطباء الأجانب للرحيل ـ الاقتصادية في 4/7/1423هـ ـ وهكذا يمكن ان تنطفئ شعلة من مشاعل التقدم في بلادنا.
وكما نعرف فان مستشفى تخصصي جدة.. وهو الصرح المشار اليه في السطور السابقة هو المحطة الاخيرة لمرض الأورام الخبيثة وامراض القلب المختلفة والجلطات الدماغية والامراض المستعصية.. الى آخره.. وهو يستقبل آلاف الحالات شهريا من كل مناطق المملكة خاصة المنطقة الغربية. وليس التخصصي مجرد مستشفى، انه مركز لتدريب الأطباء على التخصصات المختلفة، ومركز كبير ومتميز على الساحة الدولية في مجال التعاون مع المراكز الدولية المرموقة.
ولا يأتي عدم دفع الرواتب للموظفين نتيجة لفشل اداري، او تسيب مالي، فالمستشفى يديره عدد من اكفأ الاداريين، ويشرف عليه وعلى ميزانيته نخبة من المتخصصين في الشؤون المالية.. والسؤال الآن.. ما هو السبب؟!
السبب هو تأخر مستحقات المستشفى لدى الغير.. والغير هنا يتمثل في وزارة المالية، فالمستشفى له مستحقات تبلغ 500 مليون ريال ـ نصف مليار ريال ـ لدى وزارة المالية التي تستطيع في ساعات ان تنقذ هذا الصرح الطبي الهام من نهاية وشيكة بأن تصرف له مستحقاته او جزءا منها، حتى يسترد المستشفى عافيته، ويمضي في اداء رسالته الانسانية. وما لم تسرع الوزارة في صرف مستحقات المستشفى فمن المؤكد انه سيضطر لعدم قبول مرضى جدد، وايقاف العمل ببعض الاقسام.. ثم التوقف عن العمل نهائيا ـ لا سمح الله ـ .. فكيف نترك هذا الصرح الهام يسقط بين أيدينا.. انني اصرخ بأعلى صوتي.. انقذوا تخصصي جدة!
* * *
همس الكلام
«المال يتكلم.. حديثه عذب في أوقات الأزمات»