بين الواقع والأحلام

TT

اشعر بشيء من الشكر للأخت الفاضلة عايشة احمد وقد انطلقت تدافع عني فتقول: «لا تهتم بأمر هؤلاء الذين يحاولون ان يثبطوا من عزيمتك، ففي الواقع ان كتاباتك تعجبنا كثيرا. وانا لا افوت يوما دون أن اقرأها لأنها زاوية خفيفة وفيها من الظرافة ما ينسينا ولو القليل من هموم الدنيا ومصائبها التي بدأت تنهال علينا من كل حدب وصوب في هذه الأيام. صدقني انه لن يلتفت احد الى تلك المرأة النايجيرية لأنهم ينظرون الى الموضوع من الزاوية الدينية فقط وينسون الزاوية الانسانية. المرأة دائما مستضعفة وحقها يؤكل ولا يوجد من يدافع عنها بغض النظر عن جريمتها. هناك اسباب وراءها منها الجهل والتخلف والفقر وحياة البؤس. قصتها مشابهة لقصص نساء كثيرات مظلومات في العالم العربي والعالم الثالث. لا احد يلتفت اليهن او الى الأسباب التي دفعتهن. لقد قتلت كثيرات بريئات لمجرد الشك فيهن. مجتمعنا دائما هكذا. لا احد يحاول ان يفهم، وهذا هو السبب في تخلفنا. استمر فيما تكتب حتى لو كانت النساء هن الوحيدات اللواتي يقرأن عمودك. انهن يشكلن نصف المجتمع، وفي هذا ما يكفي من الفخر».

اقول شكرا لك ايتها الأخت الفاضلة. ليت بيننا معشر الرجال من يفهم الأمور كفهمك لها. وشكرا ايضا على كرمك في اعلام القارئ الكريم الذي سألنا عن موقع صوت الموسيقى. كما تقولين، يستطيع القارئ، والقراء جميعا، الاستماع الى هذه المحطة على موقع مؤسسة الامارات للاعلام باختيار ايقونة خريطة الموقع. بعد ذلك تضغط على اذاعة صوت الموسيقى لتستمع مباشرة: www.emi.co.ae ومن زاويته تفضل الأخ مدحت فأعطانا موجة الأف أم وهي 9.99.

كلا ايتها الأخت عايشة، لستن انتن فقط اللاتي تتعلقن بقراءة هذا العمود. فمهما بلغت من المواظبة على قرائته فلن تبلغي ما بلغه ذلك الرجل، السيد دخيل العتيبي في تعلقه به. لا بد ان سمعت الكثير عمن يحلم بمحبوبته، او بأهله أو بأيامه الحلوة مع اصحابه. السيد دخيل يحلم بهذه الزاوية. بعث لي بإيميل يروي حلما في غاية الغرابة. يقول:

«حلمت اني ذاهب للعمل و اخذت جريدتي التي تعودت على قرائتها كل صباح. بدأت من الصفحة الأخيرة كعادتي. فلما اردت ان اقرأ مقالك اليومي لم اجده. اصابني شيء من الهلع فتشت الجريدة عنه في كل مكان و لم اجده. رحت ابحث عن زملائي من المدمنين على زاويتك لأسألهم. لم اجد احدا منهم. صحيت من النوم مذعورا واستغربت من الأمر. نهضت من فراشي، توضيت وصليت الفجر متأخرا ثم ذهبت الى عملي. اخذت الجريدة من نفس المكان وفتحتها لأقرأ زاويتك، وكانت الصاعقة. لم تكن هناك. رحت اسأل نفسي، اما زلت احلم؟ من حينها وانا اسأل نفسي: كيف حلمت بذلك؟ لماذا؟ اية صدفة هذه؟ ما عسى هذا الحلم الذي تحقق بهذه السرعة؟ لماذا هذا الكاتب بالذات وهذه الزاوية بالذات؟ لا اريد منك الآن غير ان تفسر لي هذ الحلم، او على الأقل تحاول.

يا عزيزي العتيبي، سأفسر لك حلمك اذا انت استطعت تفسير حلمي. كنت في عهد صباي مواظبا على رياضة التزحلق. حلمت يوما بأنني سقطت وكسرت يدي. استفقت وتخوفت من تحقق الحلم. قلت لنفسي وانا صبي، اذا يتحقق الحلم فينبغي تحققه في مدى ثلاثة ايام. قررت الامتناع عن التزحلق لثلاثة ايام. ولكنني لم استطع مقاومة هوى التزحلق في نهاية اليوم الثالث. فلبست السكيت وانطلقت. لم اقطع خمسة امتار حتى سقطت وكسرت يدي. فسر لي ذلك الحلم لأفسر لك حلمك.