العراق.. بعد عودته

TT

اصدر حشد من المواطنين الكويتيين بيانا موجها الى الشعب العراقي، وكان عنوانه «الى الشعب العراقي الشقيق»، ووقع عليه نواب في البرلمان واكاديميون ومثقفون ومسرحيون ومطربون ولاعبو منتخب وطني وامهات شهداء، وزوجات أسرى في سجون بغداد، وتبرع عدد من رجال الأعمال بأموالهم بهدف نشر هذا البيان في عدد من الصحف العربية الرئيسية.

بعض هذه الصحف اعتذر بحجة ان صحيفته لا تنشر بيانات سياسية بغض النظر عن مضمونها وهو رأي احترمناه، ولكن صحفا عديدة في عدد من العواصم العربية، التي تم الاتصال بها، رفضت نشر الاعلان لانه يتضمن المطالبة بتغيير النظام في العراق، واقامة عراق وطني ديمقراطي. واعتبره بعضهم «تدخلا» في الشؤون الداخلية لدولة عربية، واخرون مارسوا إلقاء المحاضرات الأخلاقية كتبرير لعدم نشر البيان.

ملخص البيان هو رغبة الكويتيين في ان يروا الشعب العراقي يعيش تحت نظام متسامح، وأملهم بأن يعيش اطفال الكويت واطفال العراق بسلام ومحبة كما كانوا دائما، ولكن يبدو ان هناك حساسية من أي دفاع عن الشعب العراقي، وهناك موقفاً مكرراً منذ غزو الكويت، حيث كان يقال اننا ضد احتلال الكويت ولكننا ضد الوجود الاميركي، والكلام يتكرر الآن على لسان كثير من المثقفين، حيث يقال اننا ضد الدكتاتورية ولكننا ضد التدخل الاميركي، ومع الأسف فهؤلاء يسطرون المقالات حول التدخل الاميركي، ولكنهم لا ينطقون بكلمة واحدة حول اوضاع العراقيين المأساوية.

احدى الصحف ردت على طلب نشر البيان بالقول انه مكلف سياسيا، ولكننا على استعداد لنشره اذا دفعتم لنا مبلغ مئة ألف دولار؟!!

مخطئ من يستهين بذاكرة العراقيين، وهؤلاء الذين يصمتون عن مأساة شعب العراق سينقلبون مئة وثمانين درجة عندما يحسون ان التغيير في العراق اصبح قريبا، وسيمارسون النفاق معتقدين ان الناس بلا ذاكرة، وسيكرر التاريخ نفسه كما هي عادته في شرقنا العربي، اما العراقيون الذين لا يريد أحد ان يسمع صوتهم فلهم الله، ولهم المستقبل، فالظلم لا يمكن ان ينتصر في النهاية، وستثبت الأيام ان دنيا العراق بخير، وان العراق سيعود الى أمته بلدا للخير والمحبة بعد انقشاع الغيمة السوداء.