حتى لا نخدع أنفسنا!

TT

* إي ميل من قارئ بلا اسم يقول فيه: لقد اطلعت على مقالكم بعنوان «لا تدع الآخرين يخدعونك» وهو بالفعل نفس عنوان كتاب ديفيد ليبرمان الذي اقتنيته في وقت سابق ليس طالباً لمعرفة ولكن لدواعي التسلية. بدون شك وجدت الكتاب مشوقاً وفيه قدر لا بأس به من سلوكيات المخادع وطرق كشف ألاعيبه، ولكن ألا تتفق معي على ان مثل هذه النصائح والمواعظ التي سردها ليبرمان موجهة الى مجتمع هابط ممتلئ بالسلبيات وتسيطر عليه الشهوات والنزوات الفاسدة؟ الحمد لله اننا ما زلنا في خير عميم نعيش في مجتمع تسوده روح التكاتف وصدق المعاملة، تحسدنا عليها شعوب وأمم، وهذا لم يأت من فراغ بل عبر تربية الاهل ورقابة المدرسة وتوجيه المجتمع، واعتقد يا استاذي انه لم يحالفكم الحظ في تبرير ما جاء في توجيهكم للفتاة بطمس حقيقة علاقة عابرة في ماضيها اذا طلب منها زوجها مصارحته عن ماضيها، واعتقد انه لا يوجد كذب تلقائي او متعمد في مسألة حساسة كهذه، اسأل المولى ان يجنبني وإياكم آفة الكذب والخداع من قول او فعل او عمل، والله هو الهادي.

** لا ادري يا اخي لماذا اخفيت اسمك، انك لم تذع سراً خطيراً تخشى ان ينسب اليك، ولم تدل برأي تخالف ان تعلنه للناس!! وارجو ان تسمح لي بأن اختلف معك، فليس كل مجتمعنا متكاتفاً متعاطفاً كما قلت، ولا نحن في مجال الكذب افضل حالاً من غيرنا، ان في هذا خداعاً للنفس ورغبة في طمس الحقيقة، والخداع والغش والكذب عملات متداولة في حياتنا، ومن الافضل ان نواجه الحقيقة لعلنا نصلح ما افسده الدهر، اما التباهي بما نحن فيه فلا أوافقك عليه.

اما موضوع هفوات الشباب والاعتراف بها بعد الزواج فهو الخطأ الفادح الذي يودي بحياة الزوجين، فما قيمة ان تعترف الزوجة انها كانت تعرف شخصاً قبل الزواج، بالطبع معرفة سطحية، ان هذا سيدمر حياتها، وسوف يطاردها هذا الماضي التافه حتى يحطمها، أنني اتحدث الى قرائي بحكم القراءة والخبرة والتجربة، وما قلته أظنه القرار الصحيح، ولكن كل انسان حر في ما يرى.. وشكراً.