الشعراء في إخوانياتهم

TT

احتفلنا في البحرين ضمن مهرجان جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، بالشاعر الكلاسيكي ابي البحر الشيخ جعفر الخطي المولود في القطيف من قرى البحرين القديمة سنة 1572. ولدى مطالعتي ديوانه الجزيل الذي نشرته له مؤسسة البابطين بالمناسبة، ظهر لي كشاعر خفيف الظل، مغرم بالممازحة والمداعبات والمساجلات الشعرية مع اصحابه. جلس يوما مع الشريف العلامة ماجد بن هاشم، فأطل عليهما البدر بما لم يتمالك الشاعر غير ان يرتجل فيصف قائلا:

خذه اليك كصفحة المرآة

بدرا يكثف حالك الظلمات

فأجازه الشريف مكملا :

وكأنه وجه المليحة حسّرت

عنه ذوائب فرعها الفحمات

وكأنه والشهب محدقة به

ملك اطاف به الجنود ثبات

فقال ابو البحر:

وكأنه الدينار ثبّت حوله

بيض الدراهم غيرمجتمعات

وكأنه والنقص يأخذ بعضه

قرص اللجين مثلّم الجنبات

وكأنه والمحو في ارجائه

وجه الفتاة مجدر الصفحات

كان ذلك في ليلة صافية السماء ذكرتهما بوجوه الحسان، ولكنهما عادا فالتقيا بليلة دكناء الجلباب كاسية السحاب، فأثارت في نفسيهما الحنين الى الكؤوس شموس الراح فانطلق ابو البحر:

توشت السماء ببرد غيم

فأجمل بالموشح والوشاح

فأجازه الشريف العلامة قائلا:

فقم وانهض الى فرص التصابي

فلس عليك فيها من جناح

فقال ابو البحر:

أمط فدم البراني واجلُ منها

بآفاق الكؤوس شموس راح

فأجابه الشريف:

كميت إن تشب بنمير ماء

يسكّن ما اعتراها من جماح

فأمده ابو البحر:

يولّد فوقها حبب اذا ما

تغشّاها فتى الماء القـراح

بكف مخضّب الكفين رخص

فسادي في محبته صلاحي