نادي النخبة الفلسطيني

TT

واضح ان لدى السلطة الفلسطينية قائمة محددة بالاسماء تشبه اعضاء ناد خاص، وتستخدم هذه الاسماء المحددة لتشكيل الحكومات الفلسطينية المتعاقبة، فليس هناك اسماء جديدة، ولا دماء جديدة، والاسماء نفسها تتداول الحكومات والمواقع القيادية وكأن الشعب الفلسطيني لم يولد فيه قائد واحد جديد، ولا مبدع واحد جديد، ولا اداري واحد جديد.

الاسماء اغلبيتها من الحرس القديم منذ تشكيل حركة فتح في عام 1965، او الاسماء التي عادت الى الاراضي المحتلة بعد توقيع الاتفاقيات مع الاسرائيليين، واغلبها امتدادات تنظيمية للمنظمات التي عاشت خارج ارض فلسطين، او بعض ممن التحقوا بالسلطة من قيادات العمل السياسي داخل الاراضي المحتلة قبل عودة رموز السلطة.

الشعب الفلسطيني لديه نسبة كبيرة من المتعلمين، ولديه خبرات طويلة واسماء لامعة في الداخل والخارج، ولكن نادي النخبة السياسية الذي تتعامل معه السلطة، يرفض ادخال اعضاء جدد، ويكره كما يبدو، الدماء الجديدة.

حتى القيادات التي فاحت رائحتها في عمليات الفساد المالي والاداري، ظلت ضمن نادي النخبة، والعقوبة التي ينالها المقسدون هي الابعاد المؤقت لاشهر معدودة، ثم العودة الى الواجهة وكأن شيئاً لم يكن، وكأن الشعب الفلسطيني بلا ذاكرة.

المشكلة ان الفلسطينيين يواجهون عدوا شرسا ولكنه عدو اختار طريق الشفافية وتناوب السلطة، واعتمد على تجديد الشباب، ولديه حكومة قوية، ومعارضة قوية، ويلجأ الى القضاء لحل مشكلاته، وربما يكون ذلك احد اسرار قوة هذا العدو، بينما يختار الفلسطينيون من خلال السلطة الاسلوب العشائري في اختيار القيادات، وتتم الحرب على الذين يفكرون بصوت عال، ويظل الشعب الفلسطيني يُحكم بالحزب الواحد وبعقلية اقصائية تكره التجديد، وتدير معركة معقدة وشرسة مع عدو عنيد بعقلية المكاتب التي تم نقلها من قيادات بيروت ودمشق وعمان لتدير معركة تغيرت معالمها وطبيعتها بنفس العقلية والوسائل البدائية القديمة. واذا ظل نادي النخبة الفلسطيني مستمراً في عدم قبول اعضاء جدد، فان الامل في ادارة الصراع بشكل يحسم المعركة لصالح الفلسطينيين سيكون امراً بعيد المنال.