فلتتدخل السلطة في انتخابات إسرائيل

TT

ياسر عبد ربه متحدثا باسم منظمة التحرير الفلسطينية، أي السلطة الفلسطينية، اذاعها صريحة: انهم سيتدخلون وسيحرضون الناخبين في اسرائيل على اختيار مرشحي السلام لا مرشحي الحرب. سيتدخلون مثل مصلحي مواسير المياه في بلد يطفح في بركة آسنة بالمياه او في الحقيقة بالدماء.

موقف السلطة هذه المرة سليم تماما رغم ان اسرائيليين رجموه محتجين بأنه خرق للاعراف والقواعد ولاتفاق اوسلو، كما لو ان شيئا بقي في اوسلو لم يخرق. واحدهم اعترض على اعتبار ان السلطة لا تكتفي بارسال المخربين بل تريد تخريب الانتخابات كذلك.

الخرق بدأ اساسا من جانب دعاة الحرب في حزب الليكود، الذين اتهموا منافسيهم بأنهم ليسوا سوى عرفاتيين في ثياب اسرائيليين، وعابوا على بعضهم البعض الحديث عن التفاوض والقبول بدولة فلسطينية مستقبلا. وطالما ان فلسطين والفلسطينيين هو موضوع الانتخابات فليدخل صاحب الشأن، أي الفلسطيني، وليسمعهم صوته، دعوه يدافع ويشرح امره للناخبين، الذين يرون بأم اعينهم ان العنف ضد الفلسطينيين لم يمنحهم امنا ولن يمنحهم سلاما، وان تدمير السلطة الفلسطينية خلق لهم بدائل اعظم خطرا وتهديدا. ليسمعوا منظمة التحرير تعرض بضاعتها، ان لم تريدوا «فتح» في السلطة فأمامكم «حماس» واذا لم تكن مناسبة فاليكم بـ«الجهاد».

الناخبون الاسرائيليون سيقترعون بعد شهرين لاختيار حاكمهم الجديد، وهم في واقع الامر ينتخبون مصير الفلسطينيين على الطريق لفترة مقبلة. وطالما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المقبل هو الذي سيقرر ان يسير في درب السلام او طريق الحرب، على اعتبار ان الرئيس الفلسطيني اعلن قبوله السلام منذ اعتلاء شارون الحكم. هذه الورقة الصغيرة في يد الناخب الاسرائيلي هي قرار خطير في حياة الفلسطيني ومن حقه ان يحاور. يمكن ان نقرأ معالم المستقبل في الخطاب الانتخابي لديكين يتصارعان في الساحة، أرييل شارون من حزب الليكود، داعية الحرب، وعمرام متسناع من حزب العمل كداعية للصلح مع الفلسطينيين.

لهذا ليس للسلطة من خيار سوى ان تدفع بسياسييها ومثقفيها ومواليها في الانتخابات الاسرائيلية. دعوها تتدخل حتى يصبح الصوت الفلسطيني معلوما، وعليه فليقرر الناخب الاسرائيلي لنفسه من يريد وماذا يريد. ولو حقق الفلسطينيون اضافة أصوات لهذا او ذاك فانهم سيكسبون كل الأزمة خاصة ان شارون يسعى لتحميل السلطة الفلسطينية تبعيات كل قراراته الخاطئة. وعندما يسمع الصوت الفلسطيني نفسه ويتحدث عن نفسه لا بالنيابة عنه، بخلاف العادة، يصبح من حق الجميع ان يحتكموا الى النتائج غدا.

اعتقد ان تدخل السلطة الفلسطينية علانية عمل ديمقراطي سليم خاصة انها في هذه الحالة لا تملك وسيلة لتزوير الانتخابات او تغيير المرشحين. دعوها تقول رأيها ودعوا الاسرائيليين يقررون مستقبلهم ومستقبل منطقتهم.