الرجل والمكنسة!

TT

المهام المنزلية تقوم بها المرأة، هذا ما استقر في يقين المجتمعات في العالم الثالث وحتى في العالمين الثاني والاول ولكن بدرجة قد تزيد وقد تقل، وقد اهتز ذلك اليقين كثيرا في العقود القليلة الماضية عند افراد المجتمع المتقدم وعلى نحو اقل نسبيا عند افراد المجتمع الحديث النمو.

مع خروج المرأة للعمل والمشاركة الايجابية لها في الانفاق على المنزل، اصبح اشتراك الرجل في القيام ببعض المهام المنزلية امراً ضرورياً ولا يثير الاستهجان مثلما كان يحدث في الماضي، الا ان القسمة لا تكون عادلة تماماً كما تشير احدث الاحصاءات، ودائماً ما تكون في صالح الرجل بدرجة اكبر في حالة مشاركة المرأة في الانفاق على المنزل، وفي صالح الرجل تماماً اذا كان من النوع الذي يرفض ان يجعل من زوجته شريكة له في الانفاق على المنزل.

الاسرة التي يكون فيها الرجل هو العائل الوحيد، تؤدي المرأة فيها المهام المنزلية كاملة، اما اذا اراد الرجل باختياره المشاركة في القيام ببعض الاعمال المنزلية، فان مشاركة المرأة تكون اكثر بأربع مرات، اما في الاسرة التي تشارك فيها المرأة في تبعات الانفاق على المنزل، فان المرأة تحظى ايضاً بالنصيب الكبير من هذه المهام المنزلية على عاتقها وقد تصل مشاركتها الى ضعف مشاركة الرجل.

ومع ذلك فان الدراسة الاحصائية تشير الى ان المهام المنزلية يتم توزيعها بصورة عادلة بأكثر مما كانت عليه منذ عشرين عاماً مضت، هذا الامر يعتمد كثيراً على منظور الرؤية الخاص بالمرأة والذي تنظر به الى عملية اقتسام المهام المنزلية بينها وبين الرجل، فهناك من النساء من ينظرن الى النصف الممتلئ من الكوب. وهناك ايضا من ينظرن الى النصف الفارغ من الكوب، لكن مع ذلك فان الأمر يدعو الى التفاؤل لأن معظم النساء اللاتي اخضعن للدراسة يرين الكوب من نصفه الممتلئ. لكن امر عدم المساواة بين الجنسين سوف يستغرق المزيد من الوقت حتى يتساوى الرجل والمرأة في الامساك بالمكنسة!