رحيل إنسان مبدع

TT

انقباض في القلب، وحزن يكاد ان يهد عزيمة الرجال، لقد رحل صالح العزاز الصديق الجميل المبدع بعد معركة غير متكافئة مع المرض اثبت فيها شجاعة نادرة.

رحل صالح العزاز، قطعة من بهاء جميل سقطت، وروح من الابداع الذي لا تحده حدود رحلت، وقلب لم يكن يحمل للناس سوى المحبة توقف عن الخفقان.

الذين يعرفون الكاتب الفنان صالح العزاز نشعر تجاههم جميعا بالشفقة، من حجم المصاب على المستوى العام والخاص، الانساني والشخصي. ووحدهم الذين لا يعرفون صالح العزاز سينامون دون ان تنقبض قلوبهم من الحزن.

قبل ايام وتحديدا ليلة العيد وقفت الى جانب سريره في المستشفى التخصصي في الرياض. تحدثت معه ولكنه لم يكن يستطيع الاجابة، شعرت ان لغتي تصل اليه واضحة منسابة كنسمة شمالية، لكنه كان عاجزا عن التعبير، كان يعاني الألم ويعيش لحظات المرض التي لا يشعر بها الا من يعيشها..!!

أخوه كان يساعدني على استنطاقه... قال لي انه نطق ذلك الصباح بكلمة الألم... فأجابه بكلمة الأمل.. فربط بينهما وكأنه يحاول الانتقال من حال الى حال ومن عالم الى آخر!!

صالح العزاز.. عاش مبدعا يكتب الشعر والمقالة.. يرسم الحياة بكل تلاوينها.. لم يؤذ احدا، ولم يجرح خدود الورد.. كان صديقا للأطفال والزهور، ابتسامته لا تفارق وجهه مثلما كاميرته لا تفارق رقبته.. وكان شجاعا الى درجة نادرة.. ولقد كتب شهادته عن الحياة والمرض خلال رحلته الاخيرة مع الامل والألم!!

كنا في الربيع نخرج الى حيث لا حدود للزمان والمكان... كنا نهيم على وجوهنا في الصحراء.. يرسم الزهور والخراف الصغيرة، وكثبان الرمل ويكتب شعرا ونثرا ومحبة، وكان يعيش حياته بكل زخمها وتحديها كصاحب رؤية وصاحب قضية دفع ثمنها اكثر من مرة!!

رحل الرجل الارعبيني في عز شبابه وعطائه، لكنها ارادة الله فالأمانة عادت الى صاحبها، وبقيت الذكرى مثل زهور الربيع تنشر المحبة بين الناس وتؤكد ان الدنيا ما زالت بخير رغم الألم!!

تصفحت دفترا كتب عليه الكثيرون مشاعرهم في غرفته في المستشفى التخصصي، كلمات من القلب كتبها أمراء وعلماء وبسطاء ولكنها كلها كلمات من القلب تتمنى له الشفاء والرحمة!!.. يرحمك الله يا أبا شيهانه.