الحرب.. بالشعارات

TT

نتمنى ألا يصيب الجمهور الفلسطيني داخل الخط الأخضر ما أصاب جماهير عربية في العديد من الدول العربية، حيث تسود العاطفة والحماس، ويطغيان على صوت العقل فيقف الناس ضد مصالحهم ومستقبلهم، مفضلين الشعارات على تحقيق الاهداف.

نقول هذا بعد ارتفاع اصوات داخل «عرب اسرائيل» تطالب بمقاطعة الانتخابات في اسرائيل بعد الخطوات غير الديمقراطية التي اتخذتها العنصرية الاسرائيلية ضد النائبين احمد الطيبي وعزمي بشارة،.وتنادي تلك الاصوات بعدم الترشيح او التصويت في انتخابات الكنيست المقبلة.

مثل هذه الخطوة ستصب بالتأكيد في مصلحة شارون واليمين المتطرف، وستحرم الفلسطينيين حقا مارسون لعشرات السنين ونواباً يدافعون عن القضية الفلسطينية داخل الكنيست، وربما تؤدي الى اضافة عشرة متطرفين جدد للكنيست الاسرائيلي بدلاً من عشرة فلسطينيين يشكلون حالة لا يمكن تجاوزها او القفز عليها ضمن التحالفات بين كتل واحزاب الكنيست.

اسرائيل دولة مغتصبة. هذا صحيح، والديمقراطية الاسرائيلية تم تفصيلها لصالح الاغلبية اليهودية ضد الاقلية الفلسطينية، وهذا صحيح ايضاً، لكن الصحيح ايضاً ان هناك معركة وجود يخوضها فلسطينيو الداخل، كما ان هناك تزايداً لعددهم وسيشكلون خلال عشر سنوات من الآن رقماً كبيراً في المعادلة السكانية الاسرائيلية، وسيزيد حجم تمثيلهم السياسي، وهؤلاء حصلوا على حق الترشيح والانتخاب، وعليهم عدم التفريط في هذا الحق، وعليهم ان يدافعوا عن نوابهم الذين ستحرمهم العنصرية الاسرائيلية من الترشيح، ولكن عليهم الا يضعوا هؤلاء مهما كان تقديرنا لتضحياتهم ومواقفهم الشجاعة في كف، ومصالح الشعب الفلسطيني في الكف الاخرى.

عاطفياً تشكل مقاطعة الكيان الصهيوني ومؤسساته راحة نفسية، ولكن الحقيقة هي ان العواطف لا تخلق الانتصارات ولا تعيد الحقوق المسلوبة، وان السلبية لا تهزم العدو، وان الفلسطينيين في الداخل مواطنون في الدولة العبرية وعليهم ان ينظموا انفسهم ويضاعفوا قوتهم السياسية ويفكروا بعقلية فاعلة ومبدعة، واخطر ما يمكن ان يصيب فلسطينيي الداخل هو ان يصابوا بمرض عربي عضال عنوانه الحرب بالشعارات والعواطف.