هل بدأ العد التنازلي للحرب؟

TT

اكتشاف مفتشي الأمم المتحدة قذائف مصممة لحمل رؤوس حربية نووية في العراق، ربما يعتبر اول نكسة خطيرة للجهود الرامية الى منع وقوع حرب هناك.

ليس ثمة شك في ان عدد القذائف الفارغة التي اكتشفت ليس كبيرا، كما ان حجة ان هذه القذائف متبقية من مخزون العراق، الذي جرى تدميره، تبدو مقبولة. بيد ان هوة المصداقية التي تعاني منها الحكومة العراقية تجعل مسألة تصديقها امرا صعبا.

مؤيدو استخدام القوة لتغيير النظام في العراق ادّعوا مسبقا، ان العد التنازلي لانطلاق الحرب قد بدأ، اذ عزز من هذا الانطباع، الحديث الذي ادلى به صدام حسين في ذكرى حرب الخليج السابقة.

سلوك ورسالة صدام مثيران للحيرة والارتباك، فبدلا من ان يدعم الجهود التي تبذلها دول متعددة لمنع وقوع الحرب، لجأ الى تشديد لهجته رافضا الاقتراح التركي لعقد قمة خماسية لمنع الحرب. كما سَخِرت القيادة العراقية، من الحديث حول احتمال ايجاد القمة العربية المقبلة في البحرين، في مارس (آذار) المقبل، مخرجا من الطريق المسدود الحالي. يضاف الى ذلك ان العراق اتهم بالتجسس مفتشي الامم المتحدة، الذين يبذلون ما في وسعهم لمنع وقوع الحرب.

رفض العراق تسليط الضوء على الاجزاء غير الواضحة من تقريره حول اسلحة الدمار الشامل، زاد ايضا من التوتر. وبذلك بات من الصعب على هانس بليكس وفريقه تقديم تقرير ايجابي حول العراق، طبقا للموعد النهائي المحدد في 27 يناير (كانون الثاني) الجاري.

التوهم بأن الشعارات وهتافات الانفعال يمكن ان تغير مجرى التاريخ، مسلك خاطئ ويفتقر الى أي استراتيجية، سواء للحرب او السلام، وهذا ما يجعل وقوع الحرب اكثر قربا واحتمالا.