حوار دافوس

TT

تجمع ما يزيد على 2000 زعيم من عالم السياسة والاعمال والدين والمجالين الاكاديمي والاعلامي في منتجع دافوس السويسري للمشاركة في جلسة «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي يبدأ اعماله اليوم.

هذا المنتدى، المعروف باسم «دافوس»، وهي القرية التي تستضيفه، اصبح يعتبر منبرا لطرح الجديد من الافكار حول قضايا عالمية رئيسية. كما بات المنتدى يعتبر بمثابة مقياس للمزاج العالمي خصوصا في ما يتعلق بالمستقبل الاقتصادي.

بيد ان المنتدى اصبح اكثر قيمة وأهمية بسبب توفيره اطارا للحوار حول مختلف القضايا في المجال القومي والديني والثقافي والآيدولوجي. ففي زمن اصبح فيه سوء التفاهم يحجب رؤية واقع وجودنا المشترك، فإن مثل هذا الحوار يصبح ذا ضرورة حيوية.

هناك بالطبع منابر دولية متعددة، ابتداء من الامم المتحدة التي تجمع مختلف الاطراف، بيد ان غالبية هذه المنابر، بما في ذلك الامم المتحدة نفسها، تعد اندية خاصة للحكومات، إلا ان منتدى دافوس مفتوح لما اصبح يعرف على نطاق واسع بالمجتمع المدني.

فمن المتوقع ان يشارك في منتدى دافوس هذا العام 37 زعيما دينيا من كل انحاء العالم، ممثلين كل الأديان الرئيسية، بالاضافة الى 71 ممثلا للمنظمات غير الحكومية، و172 اكاديميا بارزا، فيما يمثل السياسيون نسبة 10 في المائة فقط من جملة المشاركين في المنتدى.

وبما ان المنتدى لا يملك سلطة لصياغة او تعديل السياسات، فبوسعه ان يصبح منبرا للنقاش المفتوح والتحليل الصادق غير المتأثر بالاعتبارات الحزبية السياسية. وبذلك سيصبح قادرا على ترقية التفاهم بين مختلف الثقافات التي تشكل مجتمعة الحضارة المعاصرة.

هذا التفاهم له اهمية كبيرة في الوقت الراهن اكثر من أي وقت مضى، اذ ثمة قوى ظلام تعمل على بث الفرقة والنزاع وتأليب دول على دول اخرى وتقسيم البشرية الى معسكرات تعادي بعضها بعضا في سياق ما يعرف بـ«صراع الحضارات».

يوفر منتدى دافوس منبرا يمكن ان تتحدث من خلاله كل الثقافات والاديان، رافضة الكليشيهات والصور النمطية التي استخدمت لتحويل قطاعات كبيرة من البشرية الى «آخر» مشكوك فيه.

حضور الغالبية العظمى من الدول المسلمة لأعمال منتدى هذا العام يظهر تأييدها للحوار وتصميمها على كشف الاخطار الكامنة وراء اجندة العداء غير المؤسس للإسلام والخوف منه والتي تروج لها عناصر محددة في الغرب.