خذ حذرك!

TT

يمثل هاجس أمن الطريق اكبر التحديات في كل انحاء العالم.. فحوادث السيارات يصدق عليها المثل «موت وخراب ديار».. فهي تؤدي الى وقوع حالات موت.. واصابات خطيرة.. واتلاف للممتلكات!! أي انها «المصيبة الكاملة»!!

ويعكف خبراء القيادة والمرور وصناع السيارات على محاولة تفهم اسباب الحوادث ليس لمنعها ولكن للحد منها وتقليل خسائرها.. والاسباب العادية معروفة وابرزها السرعة.. والخلل الميكانيكي.. وتآكل او انفجار الاطارات.. وبالطبع الرعونة في القيادة.. ثم سوء حالة الطرق.. او عدم اضاءتها... وغيرها.

ولكن اضيف مؤخراً عنصر آخر لا يقل اهمية عن العناصر السابقة يسمونه «رهاب القيادة» اي الخوف الذي يستولي على قائد السيارة ويدفعه الى ارتكاب الاخطاء التي تؤدي الى الكارثة.

ورهاب القيادة مرض.. ولكنه يأتي فجأة دون مقدمات.. وليس له علاقة بالعناصر التي بيناها آنفاً عن اسباب حوادث الطرق.. ومظهره وقوع حركات انفعالية اثناء قيادة السيارة تؤدي الى فقد السائق قدرته على التحكم في السيارة.. وهذا ما نراه عندما نجد سيارة تخرج عن مسارها وترتطم بالسيارات التي بجوارها او الواقفة بمحاذاة الرصيف.. انه رعب مفاجئ يجتاح السائق فينسى قواعد واصول القيادة. فقد يضع قدمه على البنزين بينما الواجب ان يضع قدمه على الفرامل (الكوابح).. او ينطلق بسرعة بينما الطريق مزدحم بالسيارات.. او يمشي في خط متعرج دون مبرر.. ويشبه الخبراء هذا السائق بلص السيارات الذي يحاول الهرب بالسيارة من مطاردة رجال الشرطة.. فهو يجري بشكل عشوائي مما يؤدي عادة الى حوادث وقتلى ومصابين وجرحى.

والشيء الغريب ان الباحثين في انجلترا وجدوا ان رهاب القيادة يصيب واحداً من كل ثلاثة من سائقي السيارات.. وان واحدا من عشرة يرتكب حادثة مميتة.

ويقولون ان مرضى السكر والضغط والاعصاب ونزلات البرد الشديدة معرضون اكثر للاصابة بهذا الرهاب المفاجئ.. وينصحون هؤلاء بعدم قيادة السيارة اذا احسوا بالاضطراب عند الجلوس الى عجلة القيادة.. كما ينصحون باستشارة الطبيب..

وسلامتك وخذ حذرك.