الإرهاب في كل مكان

TT

وردتني طلبات كثيرة لمقالتي «عار العروبة» آسف الا استطيع تزويدهم بنسخ منها في البريد، ولكن بإمكانهم الاطلاع عليها ونقلها من مجلتي الانترنتية لهذا الشهر على عنوان الموقع الوارد اعلاه.

كانت منهم القارئة الفاضلة سلفيا سوزلند. انها من مواطني نيوزيلندا وسبق لها ان اقامت في العراق مدة كافية لتعلم اللغة العربية بما يمكنها من متابعة مقالاتي. هزتها المقالة المذكورة فكتبت اليّ تقول:

«أهم ثروة في العراق حسب رأيي هي ليست نفطه ولا ماءه ولا ارضه وانما شعبه. لقد اعجبت بطيبتهم وكرمهم وصدقهم وكذلك تعلقهم العائلي وعدم ماديتهم. صفتان قلما توجدان في المجتمع الغربي. واجهت بعض الوقائع مؤخرا جعلتني اقلق، خلال زيارتي لعائلة عراقية، استغربت ابنتهم الصغيرة بتمكني من التحدث بالعربية. راحت تسميني «خالة مخابرات». كذلك طلبت مني عدة عوائل عراقية الا اهاجم صدام حسين امام اطفالهم. لاحظت امرأة عراقية أخرى ان المصباح الكهربائي اخذ يتقطع. فسألتني هل تعتقدين ان المخابرات تنصت الينا عبر هذا الضوء؟ اراد مهندس عراقي مقيم هنا ان يرسل الفي دولار الى بغداد لتصليحات في بيته ولكنه لم يستطع ان يثق بعمته بذلك المبلغ. صدمت عند سماع ذلك حتى قرأت مقالتك التي قلت فيها ان بعض العراقيين مستعدون لبيع أمهم وابيهم من اجل الف دولار. اخبرني رجاء هل انا امرأة ساذجة أحن الى ايام ذهبت وولت أو ان العراقيين اصبحوا مبتلين بالبرانويا وعدم الامانة؟»

يا سيدتي الفاضلة، الجوع والحاجة يلجآن الانسان الى اي شيء. الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفع العقوبة عن السرقة عندما اجتاحت المجاعة الجزيرة العربية في احدى السنوات. لاحظت انا شخصيا ان اهلي واصحابي في بغداد اخذوا يكذبون عليّ للحصول مني على معونات مالية. كل من التقي به من العراقيين يهز رأسه الآن في اسف وألم على ما حصل للأخلاق العراقية التي تشيرين اليها. لقد حكمت العراق خلال الثلاثين سنة الماضية شلة من الناس لا دين لهم ولا اخلاق ولا ثقافة. وكرهوا كل من يمتلك هذه الصفات واضطهدوه وابعدوه. والناس على دين ملوكها. سيستطيع العراقيون ان يعيدوا بناء وطنهم واصلاح ما خربته الحرب. ولكن هل سيستطيعون اصلاح الخلق الذي خربه البعثيون؟ والآن اليك هذه القصيدة التي أرسلها لي أحد القراء!

«فرق الإعدام» والبعث استعد

كبل الناس بحبل من مسدْ

هكذا صدام افنى شعبه

كم طغى في الناس ظلما واستبدْ

ان فنى الشعب فهذا حقه

سوف يبقى حين لا يبقى أحدْ

همه ان يفتدي الناس به

وليموت الشعب حزنا وكمد

فهو القاهر قهرا مسرفا

كم (ملايين) من الشعب حصد

كيف يا (مسلم) ترجو قاتلا

يقتل المسلم بـ «الله احد»

أنسيت البعث في إجرامه

أتراه اليوم للدين استعد

إنما يدفع عن كرسيه

لا يخاف الله بل يخشى النكد

حينما ينزل عن ألقابه

لن يجد في الناس ما كان وجد

عندما كان زعيما آمرا

من عصاه نال حبلا من صفد

بعضكم بالغ في إطرائه

كاره الإسلام ما كان أسد

إنما كان غرابا ناعقا

عندما حوصر نادى.. «يا صمد»

مثلما فرعون في موقفه

قال (آمنت) فما عفوا وجد

www.khishtainiat.com