ضرورة تجاوز الخلاف الأوروبي ـ الأميركي

TT

الكلمة التي وجهها الامين العام للأمم المتحدة، كوفي انان، لرؤساء الدول الاوروبية المجتمعين في اثينا، عبرت عن قلقه وقلق المجتمع الدولي معه من عدم تطابق موقف الدول الاوروبية مع موقف الولايات المتحدة حول ادارة شؤون العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. كما حملت كلمة انان دعوة صريحة الى الدول الاوروبية للاتفاق مع واشنطن حول اعادة بناء العراق.

والملاحظ انه بالرغم من عودة الحوار بين باريس وواشنطن، واشارة الرئيس الاميركي بوش الى ضرورة قيام الامم المتحدة بدور انساني في العراق، واعتراف الدول الاوروبية بحق الولايات المتحدة في لعب الدور الاساسي في العراق الجديد، فانه لا تزال هناك مسافة بين الموقفين الاميركي والاوروبي، وبين النظرة الاميركية الى الامور ونظرة الأمم المتحدة، لا سيما حول رفع العقوبات عن العراق، وهو الاجراء الذي تريده الولايات المتحدة فورا، بينما ترى الدول الاوروبية انه من اختصاص مجلس الامن.

ويعتبر رفض الامين العام للأمم المتحدة ارسال مندوب عنه الى بغداد ـ كما طلبت واشنطن ـ بدون قرار من مجلس الامن، مظهرا من مظاهر هذا التباين في المواقف بين واشنطن والدول الاوروبية الكبيرة والامم المتحدة. وليس سرا ان وراء هذه التجاذبات مصالح اقتصادية بالاضافة الى خلاف بين «القارة القديمة» الاوروبية و«العالم الجديد» الاميركي في النظرة الى النظام العالمي الجديد. والمهم، دوليا وعربيا، وعراقيا على الاخص، ألا تستمر هذه الخلافات، بل ان تتوصل الاطراف الثلاثة الى خطة او قرار يعجل برفع العقوبات عن العراق ويساعد على قيام الحكم الجديد في بغداد، وعلى بدء عملية اعادة الإعمار. فالشعب العراقي لم يعد قادرا على تحمل الاوضاع البائسة والخطيرة السائدة اليوم، والمنطقة يجب ألا تدفع ثمن الخلاف الاوروبي ـ الاميركي من استقرارها المرتبط حتما باستقرار العراق.