حتى سلة المهملات!

TT

ماذا يمكن أن يجلب لنا ذكاء القرن الواحد والعشرين بعد الأسلحة الذكية الفتاكة التي نسمع عنها كل يوم.. هل يقتصر ذكاء القرن الواحد والعشرين على إنتاج أدوات الدمار فقط أم هناك علماء آخرون في عالمنا يكرسون جهدهم العقلي والعلمي في إنتاج أدوات تفيد الإنسانية والتقدم.

من بين الأدوات التي ابتكرها عقل إنسان يفكر لخير البشرية ومستقبلها سلة قمامة مزودة بكومبيوتر يليق بمنزل القرن الواحد والعشرين.. ومن شأن سلة القمامة هذه أن تجعل لكل ما يلقى بداخلها قيمة وفائدة. ولأن سلة القمامة الالكترونية هذه متصلة بكومبيوتر وشبكة إنترنت، فيمكنها القيام بعمل التسوق في اللحظة التي تستقبل فيها آخر علبة صلصة فارغة من المنزل، وذلك لعلم السلة المسبق بالمعلومات التي تشير إلى ما في المطبخ من محتويات.

بالطبع لن تلغي سلة القمامة الإلكترونية عملية التسوق التقليدية التي تقوم بها سيدة المنزل، ولكن السلة تساعد على تحقيق أعلى معدل استفادة من عملية التسوق وبتوفير الوقت لمالكها. كما تقوم السلة أيضاً بحساب الأشياء الملقاة بداخلها، فإذا قام شخص بإلقاء أي منتج دون استعماله قامت السلة على الفور بالامتناع عن شرائه عبر شبكة الإنترنت. ومن الفوائد الأخرى لسلة القمامة الذكية أنها غير مضرة للبيئة، إذ تقوم بتنبيه أصحابها للأشياء التي يمكن إعادة تصنيعها والاستفادة منها. كما تتصف سلة القمامة الذكية بأنها مدبرة جداً بحيث تعلم الإنسان الا يلقي فيها إلا ما هو عديم القيمة.

ومن الابتكارات الأخرى الذكية للقرن الواحد والعشرين والتي في الطريق إلينا ثلاجة ذكية موصلة بشبكة الإنترنت تنبه صاحبها عند نفاد أحد محتوياتها وتقوم من تلقاء نفسها بطلب الشراء من السوبر ماركت. وهناك أيضاً المقعد الذكي الذي يخبر صاحبه فور عودته من الخارج وجلوسه عليه بما حدث أثناء غيابه ومن اتصل به هاتفياً، كما يمكن للمقعد الذكي التحدث والكلام إذا أراد صاحبه ذلك.

السؤال الذي يطرحه بعض علماء النفس في شيء من الحزن هو: هل أتى القرن الواحد والعشرون بذكائه التكنولوجي لكي يغري الإنسان بالاستغناء عن الصديق الذي يشكو إليه همومه وأحزانه من أجل مقعد يحدثه ويخبره بما فاته من أحداث اليوم؟!