عن العقلية العربية!

TT

منذ واقعة الفلاح العراقي «منقاش» التي اسقط بها طائرة أباتشي أميركية عاودتني فكرة الحاجة الى التفتيش أو النبش في العقلية العربية.. وهل هي العقلية المؤهلة لاستقبال تحديات الحضارة الانسانية المعاصرة بما فيها من تعقيدات العلم الحديث والقيم الانسانية المتغيرة والتطور المستمر لمفهوم القيم السياسية والاجتماعية في العالم المتقدم.. أم أن هذه العقلية ما زالت تدور في حلقة من التصور الذاتي ترفض فيها كسر الحواجز المحيطة بها، وتستمرئ الركون الى الكسل والترف والاكتفاء باستيراد التكنولوجيا الحديثة والتمتع بها من دون أدنى محاولة لتطوير هذه التكنولوجيا وامتلاك أسرارها وبالتالي اعادة انتاجها عربياً كما فعلت اليابان مثلاً.

وقد أعانني على البحث، الذي أرجو أن استمر في كتابته، مذكرات وجدتها في مكتبي تعود الى نهاية الثمانينات وقبل أن اتولى رئاسة تحرير مجلة «سيدتي» وما تبع ذلك من انشغالي الشديد مما اضطرني الى ارجاء البحث الى وقت أقل انشغالاً.. هذه المذكرات نقلت بعضها من كتاب «دراسات في العقلية العربية» للدكتورين ابراهيم بدران وسلوى الخماش وهو الكتاب الذي فقد مني في مرحلة الانتقال من الحياة في لندن الى الحياة في جدة وطال عنه بحثي من دون جدوى.. ولعل أحد الأصدقاء أو الزملاء استعاره ولم يعده.. أو أن أحدهم اقتبسه مني والاقتباس هو اسم الدلع للسرقة.

على كل حال.. عدت الى هذه الجذاذات غير المرتبة والى بعض مصادر أخرى لأعرف أين العقلية العربية مما يدور ويحدث وينطلق حولنا.. وهل تظل هذه العقلية التي تعتمد الأساطير والخرافات مرجعاً لتفسير الواقع.. أم أن ما حدث ويحدث في العالم من تغيرات جذرية يمكنه أن يحرك هذه العقلية وينقلها نقلة نوعية الى مرحلة فكرية جديدة يمكن أن نجتاز بها ما هو قادم.. والقادم خطير ومثير.. ونلتقي غداً بإذن الله!