خاتمي في لبنان

TT

يصل الرئيس الايراني محمد خاتمي الى بيروت اليوم في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس ايراني للبنان. وبدا واضحا للمراقبين ان لبنان يعطي للزيارة اهتماما خاصا، انطلاقا من كون العلاقات بين البلدين جيدة، وايضا لوجود علاقات ثقافية تربط بين مؤسسات مختلفة في البلدين على اكثر من مستوى وفي غير مجال.

واذا كانت زيارة خاتمي هي الاولى للبنان، فهي ليست الاولى الى اكثر من بلد عربي، في اطار سياسة الانفتاح على الدول العربية التي دشنها الرئيس الايراني طاويا بها صفحات الخلافات التي نشأت في السنوات الاولى للثورة الايرانية بين طهران واكثر من عاصمة عربية.

ومن المرجح ان تزداد العلاقات الايرانية ـ العربية تحسنا بعد سقوط نظام صدام حسين. ولا شك في ان تحسن العلاقات بين ايران والدول العربية فيه مصلحة للطرفين لا سيما في الظروف الدقيقة التي تمر فيها منطقة الشرق الاوسط. فايران تشكل عمقا استراتيجيا مهما للعالم العربي، كما ان العالم العربي حليف استراتيجي طبيعي لإيران في مواجهة التحديات الاقليمية التي تتعرض لها. وهناك اعتقاد سائد في اوساط المراقبين يرى ان سقوط نظام صدام حسين في العراق سوف يساعد على تعزيز عوامل الثقة في العلاقات الايرانية ـ العربية.

يبقى ان تحرك الرئيس خاتمي، عربيا ودوليا، مفيد له ولأنصاره في مواجهة المعارضة الشديدة التي تلقاها خطواته الاصلاحية من جانب القوى والمؤسسات التي تمثل التيار المحافظ في ايران، وهو ما عكسه رفض المجلس الدستوري المصادقة قبل ايام على مشروع قانون اصلاحي اقره البرلمان. بيد ان اكثرية الشعب الايراني تقف بجانب الرئيس خاتمي، كما دل على ذلك انتخابه مرتين رئيسا للجمهورية. ان السياسة الانفتاحية التي يتبعها الرئيس الايراني وحكومته تساعد ايران في ولوج مرحلة تاريخية جديدة، كما ان من شأنها تعطيل محاولات الايقاع بين ايران وجيرانها العرب.