من دفاتر القضاء

TT

الغش لا ينفع، هذا ما نستدله من الحكاية التي اوردتها وكالة الأنباء الألمانية في 12 من أبريل (نيسان) الماضي عندما كتبت تقول: تحدث مأمور السجن كرث هاوزر للصحافيين في همبورغ فقال ان من الصعب تصور انسان بريء يقضي عشرة اشهر في السجن طائعا ولا يعترض. ولكن هذا ما فعله نوربرت كتشر. لقد حكم على أخيه رودلف بالسجن سنتين لممارسة القوادة والبغاء. دعاه نوربرت لقضاء ليلة في المبغى قبل ذهابه للسجن. اخذ رودلف يبكي ويعبر عن خوفه من السجن. ثم وضعا خطة. ذكر نوربرت انه يعاني من مشكلة الادمان على الخمرة ويحتاج فترة امتناع عنها. فعرض على أخيه ان يدخل هو بدلا عنه في السجن. رحب رودلف بالطبع بالفكرة. وكان كلاهما متشابهين في الهيئة فلم ينتبه السجانون للحقيقة او يشكوا في هويته.

«لم يلاحظوا الفرق الا بعد عشرة اشهر عندما حان موعد التسريح من السجن فنسي نوربرت ووقع باسمه الحقيقي على ورقة الافراج بدلا من اسم اخيه فاكتشفوا الامر. والآن جاءوا بالمجرم الحقيقي رودلف وسجنوه بعد مضاعفة العقوبة لقيامه بالغش. وحكموا على أخيه نوربرت بغرامة ألفي دولار عن مأكله وسكنه في السجن ومعالجته لمدة عشرة اشهر. وهو ما اعاده الآن الى السكر والادمان».

ولا عجب!!

الى الغرب من همبورغ، عانى الحانوتية من تكرر انفجار المحرقات حسب ما اوردته صحيفة «الدينش بوست» الدانمركية في الرابع من أبريل الماضي:

صرح كلس لوغمس، المسؤول في اتحاد المحارق الدانمركية، فقال ان انفجار المحرقات اخذ يتكرر يوما بعد يوم. وفي كل مرة، تتعطل المعدات بكاملها ونضطر الى التوقف عن حرق الجثث ليومين او ثلاثة فتتكدس الجثث ونضطر الى ارسالها الى مقابر اخرى لحرقها . وكان الدكتور نيلز بلوك قد شرح كيف ان هذه الانفجارات اخذت تدمر وتعطل المحرقات في كل الدانمرك لأن الاطباء ينسون ازالة منظم نبض القلب من المرضى بعد موتهم. قال: «لا اعتقد ان الاطباء الذين يفحصون ويوقعون على شهادة الوفاة ينسون هذه المهمة. كل ما في الامر، انهم لا يعرفون ان هناك جهاز منظم نبض في صدر الميت. من المعتاد للشركات ان تستعمل بطاريات لثيوم لتشغيل منظمات النبض. واللثيوم عنصر ينفجر عند الحرارة العالية كالديناميت. وكثيرا ما يؤدي الانفجار الناتج ليس لتدمير المعدات فقط بل لتهدم الجدران ايضا في بعض الاحيان. وعندئذ يقدم اصحاب المحرقة فاتورة تكاليف التصليح للطبيب والمستشفى المسؤولة.

ما نحتاجه هو تعديل القانون بحيث يفرض على الاطباء الذين يركبون منظم النبض ان يكتبوا على صدر المريض بالوشم الذي لا ينمحي «منظم نبض». فمن أين للطبيب ان يعرف بدون ذلك ان في صدر هذا المريض بطاريات لثيوم؟ يستطيع ان يسأله اذا كان حيا، ولكن كيف يحصل على جواب من شخص ميت اذا سأله؟».

كله كلام معقول ويتطلب مثل هذا التشريع القانوني في الدانمرك. ولكن أي امرأة هبلة ستقبل على مثل هذا الرجل وهي ترى موشوما على صدره كلمة «منظم نبض». آسف. الاطباء لا يفكرون بمثل هذه الامور.