لكي لا تنقض الهدنة

TT

في الوقت الذي كانت فيه الانظار والآمال تتجه الى الاجتماع المقرر بين رئيسي الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية للتقدم خطوة جديدة على طريق وقف اطلاق النار وتنفيذ الهدنة والتدابير الممهدة لمحادثات ثنائية في اطار مشروع «خريطة الطريق»، جاءت العملية الانتحارية التي قام بها احد افراد حركة الجهاد الاسلامي في شمالي اسرائيل، لتلقي بظلال باهتة على هذه الاجواء الايجابية، ولتقدم للمتطرفين داخل الحكومة الاسرائيلية ذريعة جديدة لنقض الهدنة و تعطيل مسيرة السلام قبل ان تبدأ.

غير انه ليس من الحكمة ولا من المصلحة ان تتذرع الحكومة الاسرائيلية بعملية فردية محدودة التأثير لتجعل منها سببا للقيام بعمليات عسكرية، تشعل القتال من جديد. والاجدى ان تضاعف الحكومتان الاسرائيلية والفلسطينية من جهودهما لمنع تكرار مثل هذه العمليات.

ان احترام الهدنة من قبل الطرفين، والافراج عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين، والشروع بتنفيذ خريطة الطريق ليس بمهمة سهلة على المسؤولين لدى الجانبين، فستتخلل طريق السلام الطويل أشواك كثيرة، لكن ضبط النفس والعض على الجرح واحتواء التطرف لدى الجانبين هو الموقف الحكيم، بل الوحيد الذي يحول دون سقوط «خريطة الطريق» في اول الطريق.