حكام العراق الجدد (2 ـ 2)

TT

في اول ساعة حديث للصحافة لم يدخر مجلس الحكم الانتقالي الجديد فرصته للرد باسم «الشعب العراقي» مهاجما فضائيات عربية والجامعة العربية.

فالجامعة العربية اتهمت بنقصان التعاطف تجاه العراقيين منذ سقوط نظام صدام حسين. وهي بالفعل اقل حماسا لتأييد نظام يعتبره كثير من العرب «صنيعة اميركية». انما كما قال احدهم «وماذا فعل العرب من اجل تحريرنا من اكبر شر عرفه العراق في تاريخه؟».

لكن مجلس الحكم العراقي الجديد لا يمكن ان ينتقص من وطنيته، بالرموز التي غطت سماء بغداد، من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الى حزب الدعوة، الى حزب الاخوان المسلمين، الى حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني، الى العروبي الباجه جي، الى محمود عثمان الاشتراكي، الى الديمقراطي يونادم كنو، الى البعثية عقيلة الهاشمي، الى الشيوعي حميد الموسى.

بمثل هذا التمثيل العريض للشعب العراقي لا يستطيع صديقنا عمرو موسى، الامين العام للجامعة العربية، ان ينتظر النصيحة من الفضائيات العربية، هؤلاء عراقيون اكثر من تكارتة صدام.

فمن حق العراقيين ان يسمعوا التأييد العربي عاليا حتى لا يصبحوا ضحية التشكيك والتخوين التي لا تملك بديلا، وان يروا الجامعة العربية اكثر تأييدا لهم حتى وان كانت قد عزلت عن المشاركة في تدشين الحكم الجديد. ولا بد ان الجامعة تتفهم حالة الشك وربما الغضب التي يكنها كثير من المثقفين العراقيين ضدها، بسبب مظهرها المؤيد دائما للنظام المخلوع. وستأتي اللحظة المناسبة التي تلعب فيها جامعة العرب دورا ايجابيا في اصلاح علاقات العرب المكسورة بالعراقيين لأن العراق بلد مهم على الجامعة الا تفقده، والجامعة مؤسسة اقليمية مفيد للعراق ان يكون عضوا فعلا فيها.

بالنسبة لصدام، الحاكم المخلوع، فانه، كما ذكر عضو المجلس محمد بحر العلوم فقد انتهى في مزبلة التاريخ. ان احدا لا يستطيع ان يدافع عن جرائمه الا اذا كان على استعداد لاستعداء عشرين مليون عراقي معظمهم يجمع على كراهيته، بغض النظر عما تقوله بعض الفضائيات ويكتبه المحسوبون على النظام من بغداد.

فنحن نزف الى تاريخ جديد للعراق ومهمة الجميع، وعلى رأسهم الجامعة العربية..، المساهمة في تجاوز الماضي ومنح الشعب العراقي ان يعيش حياة جديدة.