طفل قصير القامة.. طفل سيئ التغذية!

TT

هل الطفل القصير القامة طفل قليل الذكاء واحتمالات تحقيقه درجات مرتفعة في فصول الدرس قليلة؟.. هذا السؤال عكفت على محاولة إيجاد جواب مقنع له مجموعة من الباحثين الذين قاموا باجراء اختبارات على 135 ألف طفل وضعوا تحت البحث منذ ولادتهم من أجل فهم العوامل التي تحكم نموهم الجسماني والعقلي. وقد اكتشف هؤلاء الباحثون أن الأطفال الذين يكونون في المتوسط أقصر طولاً بأربع بوصات من أقرانهم، يحققون درجات أقل بنسبة 13 في المائة في اختبارات الذكاء ويكونون في حاجة أكثر إلى مساعدات إضافية من المدرسة.

لكن بعض الباحثين يؤكدون أن السبب وراء هذه الحقيقة العلمية غير واضح.. ومن ناحية أخرى يرون أن سوء التغذية في مراحل حاسمة من عمر الطفل كمرحلة النمو يكون له أثر كبير على ذكائه، حيث أن سوء التغذية الذي يتعرض له الطفل في مرحلة نموه يحد من طوله وبالتالي من تطوره الذهني.

والتهكم الذي يتعرض له الطفل القصير القامة ـ في اعتقاد أحد الباحثين ـ يؤدي إلى إخفاقه في مواصلة دوره وأدائه في الفصل الدراسي، ويرجع ذلك إلى النظرة التي ينظر بها إلى الشخص الطويل على أنه شخص ناجح يقدر على بناء ثقته الذاتية وتكوين رأي إيجابي تجاه نفسه في حين أن الطفل القصير بتجاهله ومضايقته والسخرية يسوء أداؤه الدراسي.

وعلى الرغم من أن نتائج البحث تقول إن الأطول هو الأذكى، إلا أن التاريخ الإنساني يعج بالعظماء من قصار القامة الذين استطاعوا رغم قصر قاماتهم ان يكوّنوا لانفسهم شخصيات قوية مسيطرة تجذب إليها الكثيرين من الموالين والمريدين والمعجبين مثل نابليون ويوليوس قيصر وستالين والإسكندر الأكبر.

كذلك في مجال التمثيل يلاحظ أن معظم الممثلين من قصار القامة، مثل داستن هوفمان وجولي مور، حققوا النجاح في عملهم. وهناك جيما كرفين التي فقدت وظيفتها قبل اشتغالها بالتمثيل بسبب قصر قامتها، ولكنها على شاشة السينما لم يشكل لها قصر القامة أية مشكلة. وفي مجال عروض الأزياء أيضاً هناك عارضون وعارضات أمكنهم تحقيق شهرة بفرض وجودهم وسط مشاهير العارضين والعارضات من طوال القامة.

من المفيد في هذا السياق أن يحتاط قصار القامة للمواقف المحرجة التي يتعرضون لها وذلك بادخار بعض الردود في أذهانهم لمجابهة أي انتقاد أو تهكم يوجه لهم. فعلى سبيل المثال عندما يوجه شخص لشخص قصير القامة السؤال: ألست قصيراً؟.. فمن المستحسن أن يكون الرد السريع: نعم.. ولكن ركبتي في مكانها الصحيح!