بي. بي. سي

TT

«أعتقد انها (الحرب) كانت الأمر الذي يجب أن نقدم عليه، ليس من أجل أمن العالم فحسب، وانما بسبب معاناة الشعب العراقي أيضا».

توني بلير

عجوز عمرها 81 سنة

تقيم في «بوش هاوس»

لكن «من تحت لتحت» ضد سياسته

ضعف سمعها

فلم تعد تسمع دقات «بيغ بن»

ضعف صوتها

مع ذلك يخافونها

يحاولون التشويش عليها

تتكلم بطلاقة 40 لغة

فينصت إليها 150 مليون مستمع

يحاولون تقليدها

لكنها احتفظت بتفوقها:

خبر مع تحليل سياسي له

ثقافة رفيعة

تسلية غير مبتذلة

*

«هنا لندن»

«هيئة الإذاعة البريطانية»

ولدت شركة تجارية

حاربتها الصحافة

فمنعتها من إذاعة الأخبار

استغلت إضرابات العمال

فدخلت عالم السياسة

أممتها الدولة

تنفق عليها 1.5 مليار جنيه سنويا

أطلت على العالم قبل 67 سنة

مستمعوها يثقون بها

أعداؤها يعتبرونها لسان دولتها

وزارة الخارجية تمول إذاعتها العالمية

تنفق عليها 200 مليون جنيه سنويا

*

سخر هتلر من الـ «بي. بي. سي»

فحاربها بأكاذيب لورد «هاو هاو»

ردت عليه بحقائق الحرب

محاطة بأكاذيب تشرشل

قلبُها في بريطانيا على اليمين

قلبها في العالم على اليسار

حاربت فاشية فرانكو

انتصرت لثوار ارلندا

انتقدت قصف ليبيا

تعاطفت مع رياض الترك

خاضت الحرب على صدام

نقل مراسلوها الحقائق

فأثارت غضب المحتلين

*

«أن تكون أو لا تكون»

يظل الإعلام حائرا

أن يكون شاهدا

أو أن يكون متدخلا

أدانت الـ «بي. بي. سي» حيثيات الحرب

اتهمت بلير بالتهويل بجراثيم صدام

نسبت تقريرها إلى «مصدر أمني»

فأحرجتها الحكومة

كشفت للصحافة اسم صاحب التقرير

مجرد موظف ذي ضمير

«خان» أمانة وظيفته

لكن ديفد كيلي خبير في الجراثيم

وليس خبيرا بالسياسة

وجد نفسه في خط النار

الحكومة تسرب اسمه

البرلمان يحقق معه

الصحافة تشتبه به

الإذاعة تحاول حمايته

لحقه نحس صدام

فذهب ضحية الحرب انتحر أم نُحر؟!

الحكومة تنفي تهديده

الإذاعة تعترف بأنه كان مخبرها

الشرطة تؤكد انتحاره

الشائعة لها ألف اتهام

ولها ألف أذن ولسان

*

الإعلام حرية المعرفة

لكن الحرية لا تعني الحقيقة

الصحافة الحرة أمام خيارات صعبة:

تبوح بمصدر أخبارها

فتفقد ثقة مخبريها

تحتفظ بسرية مصادرها

فينزل سيف القانون على رقبتها

تحترم الحياة الخاصة

أم تخترق الخصوصية الشخصية؟

إعلام غربي معذب بحريته

وإعلام عربي معذب بـ «صوت سيده»