قطر.. صدام أم العراق؟

TT

ان يتلكأ بعض العرب في استقبال او الاعتراف بمجلس الحكم العراقي فهذا امر مفهوم، فللبعض مصالح يريد تسليكها، وللآخرين مخاوف من ان يكونوا في الطليعة فيريدون من يسبقهم ليلحقون بالركب، لكن الامر يختلف بالنسبة للقطريين!

فما الذي يمنع الدوحة من تشريع الابواب لمجلس الحكم العراقي ومساعدتهم في ترسيخ اقدامهم في العالم العربي، مما يساعد المجلس للعمل في ظروف قد تسهل مهمة وضع آلية تحدد وقتا لانهاء الوجود الاميركي في ارض الرافدين؟ فسبق للقطريين تقديم مبادرة لفك الحبل من حول رقبة النظام المخلوع ذات يوم وذهب وزير الخارجية القطري للقاء صدام، كما قدموا له طائرة هدية، ومنحوه مسرحا اعلاميا يتنفس منه ويبث هجومه وتبريراته على كل من يخالفه الرأي من العرب، وخصوصا اقرب المقربين في الخليج، وساعدوا صدام حسين على التلاعب بمشاعر الرأي العام العربي، وبث دعايته.

وعندما اصرت واشنطن على ازاحة النظام اداروا ظهر المجن لنظام بغداد البعثي، واعطوا الاميركيين قاعدة العديد، مثل ما اعطوا صدام حسين قاعدة «الجزيرة»! والنتيجة ان نظام صدام ذهب دون رجعة.

واليوم بات التعامل مع مجلس الحكم العراقي ضرورة من اجل مصلحة الشعب العراقي، وليس رأس نظام بغداد أيا كان، فلماذا تتمنع الدوحة اليوم في المضي أبعد من الترحيب بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1500؟ هل ذلك بحجة ان المجلس هو نتاج قوة محتلة؟ فمن الذي ساعد المحتل الاميركي، أولم تكن قطر اللاعب الابرز في الاطاحة بنظام صدام؟

والحديث عن الاحتلال والشرعية في العالم العربي حديث مضحك مبكي، ففي الوقت الذي تستميت فيه الدوحة دفاعا عن عدم اغلاق المكتب الاسرائيلي في قطر تكتفي فيه بالترحيب بالمجلس العراقي، خصوصا وان القطريين دائما ما يطلقون مبادرات، فلماذا توقفت مبادراتهم اليوم عند المجلس العراقي؟ فهل من المنطق ان يكون لقاء بيريز، او بنجامين نتنياهو اكثر شرعية من مقابلة احد اعضاء مجلس الحكم العراقي؟ وهنا يصبح السؤال مشروعا، ايهما اهم لقطر، العراق بمواطنيه ووحدة وسلامة أراضيه، ام نظام صدام الذي اغضب القطريين جيرانهم من اجله من قبل؟

[email protected]