أعمال عنف يائسة

TT

محاولة اغتيال آية الله الحكيم هي آخر عمليات العنف التي تستهدف تفجير الوضع في العراق، وتستهدف استمرار عذاب وشقاء الناس الذين دفعوا ثمنا باهظا لغياب الاستقرار.

عمليات العنف في العراق هي من اعمال مشبوهين في الداخل، وعملاء لأطراف اقليمية ستكشف الايام تورطها، وهي عمليات لا علاقة لها بالتحرير ولا بالديمقراطية، فقتل ممثل الامين العام للامم المتحدة، تلك الشخصية العالمية التي جاءت الى العراق من اجل السلام وليس من اجل الحرب، وكانت مهمته الاولى تعليم العراقيين طريقة التعامل مع الالغام، وهي مهمة تستهدف وقف الموت، فكانت النتيجة ان قتلته اطراف مشبوهة وبقايا من عملاء النظام السابق بحجة "عدم حيادية المنظمة الدولية".

وقبل ذلك استهدفت العمليات خطوط نقل النفط، وهو نفط العراقيين ومصدر دخلهم الرئيسي، فكانت النتيجة خسارة ملايين الدولارات التي هي اموال العراقيين في النهاية، وقبل ذلك تمت عمليات ضد محطات الكهرباء، مما أدى الى انقطاع التيار عن آلاف الناس في اصعب شهور الصيف واقساها في العراق، وهي كارثة انسانية بحق العراق والعراقيين.

اذا كانت هناك اطراف داخلية عراقية وتحديدا بقايا النظام السابق لها مصلحة في هذه العمليات، فان الايام ستكشف تورط اطراف خارجية وتحديدا بعض جيران العراق في هذا المخطط الذي يستهدف استقرار العراق وسلامة شعبه، فهناك من يعتقد ان مهمته "احراج" الاميركان حتى لا تتكرر الحرب الاميركية مع اطراف اخرى، وهناك من يعتقد انه المرجعية الوحيدة وتحديدا الدينية للعراقيين، وانه مستعد للتورط في هذه الحرب من اجل المحافظة على هذه المرجعية المزعومة، وهناك من يعتقد ان مهمة "حماية" اقلية محددة في العراق والتصرف بعقلية "المرجعية القومية" لهذه الاقلية العراقية، رغم ان كل هذه الاطراف تدرك ان العراقيين وصلوا سن الرشد منذ مئات السنين وانهم ليسوا بحاجة الى مرجعيات دينية وقومية خارج الحدود، وليسوا بحاجة الى مزايدات قومية من خارج الحدود ايضا.

العراقيون دفعوا ثمنا باهظا، وليس امامهم سوى الوحدة الوطنية لحماية أنفسهم.