الأغنياء لا يدفعون!

TT

قال الكاتب الأمريكي فرانسيس سكوت فيتزجيرالد في أحد الأيام لمواطنه الروائي أرنست هيمنجواي: أن الأغنياء يختلفون كثيراً عن باقي البشر، فهم لا يضطرون أبداً لدفع مقابل ما يحصلون عليه. ربما ما قصده الكاتب الأمريكي من قوله هو أن لهؤلاء الأغنياء المشاهير أساليبهم التي تمنحهم ـ على العكس من الناس العاديين ـ الحصول على ما يريدون دون مقابل.. فأين المقابل الذي يدفعه أغنياء ومشاهير نجوم السينما ونجماتها ليحصلوا على عقود بملايين الدولارات لقاء ظهور في إعلان تليفزيوني لا يستغرق سوى ثوان أو دقائق قليلة؟!

ان المعلنين من أصحاب المصانع والشركات المنتجة للأزياء والمجوهرات يرون في مشاهير نجمات السينما وعروض الأزياء اللاتي يستحوذن على عقول وقلوب الجماهير لوحات إعلانية جميلة متحركة ومتنقلة، لذلك يوقعون معهن عقوداً بمبالغ ضخمة نظير ارتدائهن لازياءهم ولمجوهراتهم في إعلانات تروج لمنتجاتهم فتزيد مبيعاتها. لكن شهيرات من نجمات السينما وعارضات الأزياء في العالم لا يقنعن بما هو مكتوب في عقود الإعلانات من مبالغ خيالية، وإنما يطمعن في مجموعات الفساتين والمجوهرات اللاتي يظهرن بها في المشاهد الإعلانية ويعتبرنها هدايا إجبارية لا ترد أو إتاوات تم فرضها من قبل شهيرات نجمات السينما وعارضات الأزياء على المعلنين من أصحاب الشركات.

ويعلم موظفو العلاقات العامة في هذه الشركات الكبرى قصصاً عن نجمات سينما وعارضات أزياء شهيرات وعلى قدر كبير من الثراء يرفضن إعادة مجموعات الفساتين والمجوهرات اللاتي يظهرن بها في الإعلانات، لكنهم يرفضون ذكر أسمائهن أو حتى الإشارة إليهن من قريب أو بعيد حتى لا يتعرضوا للتشهير من قبل نجمة سينما أو عارضة أزياء تعرف كيف تستخدم كل الطرق الكفيلة بتهديد المعلنين.

في حادثة بطلتها نجمة سينمائية مشهورة زودها صاحب محل مجوهرات بمجموعة من القطع الذهبية والماسية الثمينة لارتدائها أثناء تصوير مشاهد إعلانية تروج لمحله، وعندما طلب منها إعادة ما ارتدته من مجوهرات رفضت وهددت صاحب محل المجوهرات بأنه إذا طلبها مرة أخرى فسوف تلوث سمعته على صفحات الجرائد والمجلات.

والنجمة السينمائية الشهيرة والشديدة الثراء نفسها فاجأت أحد الفنادق الكبيرة في لندن برغبتها في الحصول على حجرة مجانية لمدة أسبوع، ولما كان الفندق محجوزاً بكامله فقد حصلت على إقامة بالفندق فترة نهاية الأسبوع مجاناً. لكن عندما غادرت النجمة الفندق فوجئت الإدارة بفاتورة تزيد على ألف جنيه إسترليني يطلبها قسم التنظيف من النجمة التي أتت إلى الفندق فقط بغرض تنظيف ملابسها مجاناً.

كلما ازداد المشاهير شهرة وثراء ازدادت رغبتهم في الحصول على ما يريدون بدون مقابل.. هذا بالفعل ما قصده الكاتب الأمريكي في حديثه لمواطنه الروائي .. فلماذا لا تصبح غنياً؟!