على عملية السلام.. السلام

TT

واضح ان محاولة اغتيال الشيخ أحمد ياسين لا يمكن ان تصب في ما تسميه اسرائيل «تفكيك خلايا الارهاب»، فالرجل ليس قائدا ميدانيا، وليس مقاتلا بل رمز لحركة «حماس» يستخدم كرسيا متحركا ولا يمكن ان يشكل تهديدا، وواضح ان المستهدف هو فكرة الرمز وليس فكرة الارهاب، وهذا يعني ان شارون يدق المسمار الاخير في نعش هدنة عانى منها كثيرا وعمل المستحيل لكي تنهار على أمل ان تنهار معها خريطة الطريق.

طبيعة المتطرفين في كل زمان ومكان هي انهم لا يعيشون الا على الحروب والتوتر، والكلام الذي يقولونه يستهدف ذر الرماد في العيون في حين ان الحقيقة هي انهم اعداء للسلام والاستقرار، وشارون ادرك بعد قبول الفلسطينيين للهدنة ان المسألة اصبحت جدية، وان هناك أملا حقيقيا لمفاوضات ولسلام شامل وهو الامر الذي يتعارض مع عقيدة شارون ومع برنامجه الانتخابي ومع تعصبه الاعمى، فاستغل فرصة الهدنة لملاحقة وقتل النشطاء الفلسطينيين باستخدام احدث التكنولوجيا.

واضح ان الولايات المتحدة التي تضغط بقوة على كل الاطراف الفلسطينية بما فيها السلطة الوطنية وتتهمها بالتقصير في محاربة الارهاب، تظل عاجزة عن اتخاذ موقف تجاه شارون وحربه التصعيدية، واذا استمر هذا الموقف الأميركي فان فرصة سلام حقيقي ستذهب ادراج الرياح وسينظر الجميع الى الولايات المتحدة كطرف متورط وليس كطرف محايد وهو ما يفقد الموقف الأميركي مصداقيته امام كل الاطراف الاقليمية والدولية. الوضع الفلسطيني يحتاج الى معجزة في ظل التطورات الاخيرة، فالفلسطينيون اصبحوا بلا قيادة وبلا رأس، وكل يغني على ليلاه. وشارون يستثمر الوضع الفلسطيني وازمة الفلسطينيين السياسية وتناحرهم لخلق وضع صعب ومعقد يستهدف ان يقبل الفلسطينيون بأي شيء، ويستهدف انهاء ما تبقى من ثقة بالقيادة الفلسطينية في المجتمع الدولي، واذا أدت محاولة قتل الشيخ ياسين الى مزيد من سفك الدماء، فعلى خريطة الطريق وعلى السلام بكل مشاريعه السلام.