نعم.. لماذا لا يحضرون؟!

TT

غداً، الثلاثاء، سيكون اول امتحان للموقف العربي الرسمي تجاه العراق، فالمطلوب هو ان يصوت وزراء الخارجية على مندوب عراقي جديد الى الجامعة العربية يرشحه بالأساس مجلس الحكم الانتقالي ومنتدب من قبل الحكومة الجديدة التي هي أيضاً حكومة انتقالية.

والمفترض ان يحضر اجتماع غدٍ هيوشار زيباري فهو وزير خارجية العراق في الحكومة «المؤقتة» الجديدة وأغلب الظن أن مثل هذا الحضور سيكون مؤكداً، وذلك رغم أن بعض الدول الاعضاء في الجامعة ترى ان هذا الحضور لا بد ان تسبقه إجراءات معينة حتى وإن كانت هذه الاجراءات شكلية.

ولعل ما يجب التوقف عنده هو: هل يصح يا ترى ان يشارك كردي في اجتماع لوزراء الخارجية العرب ينعقد في إطار منظمة عربية هي الجامعة العربية...؟!

والجواب.. نعم يصح ، فهذا الرجل، الذي ينتسب الى واحدة من اهم العشائر الكردية في شمالي العراق والذي يمثل حزباً يعتبر الأهم بين الاحزاب والقوى في هذه المنطقة ، لم يعد يمثل لا عشيرته ولا حزبه وإنما يمثل العراق الدولة العربية العريقة والاصيلة والمؤسسة للجامعة العربية.

وهيوشار زيباري انسان يجمع بين الكفاءة والوطنية الصادقة ودماثة الخلق والاعتدال والانفتاح وعدم التعصب ولم يسجل لا عليه ولا على حزبه في أي يوم من الايام ما يشير الى كره العرب، بل ويسجل له ولحزبه اعتبار أن الامة العربية والامة الكردية قوميتان شقيقتان وأن تاريخهما واحد وأن حضارتهما الانسانية هي الحضارة الاسلامية الواحدة.

ثم إن هيوشار زيباري ليس الكردي الاول الذي يمثل العراق في هيئة عربية ومحفل عربي، فقد سبقه عدد كبير من الكفاءات الوطنية العراقية التي احتلت مواقع اساسية في الدولة العراقية منذ تأسيسها، كرئيس الوزراء بالاضافة الى الوزراء والسفراء وقادة الجيش ورؤساء وأساتذة الجامعات.

حتى في النظام السابق، نظام صدام حسين، فقد كان هناك افراد في اعلى وأهم المراكز الرسمية، منهم نائب رئيس الجمهورية طه محيي الدين معروف ومنهم طه ياسين الجزراوي، والمسألة هنا هي ان هناك يقيناً لدى كل القوى الاساسية العراقية ومن بينهم الاكراد بأن العراق جزء لايتجزأ من محيطه العربي وأن من مصلحة العراقيين كلهم بكل أعراقهم ومذاهبهم ان تبقى هذه الدولة عضواً فاعلاً ورئيسياً في الجامعة العربية.

لا يجوز ان يستجدي العراقيون hستئناف وضع العراق في الجامعة العربية استجداءً، فالواقع الجديد بكل سلبياته أكثر تمثيلاً لهم من صدام حسين الا إذا كان بعض «المغفلين» ما زالوا على قناعة بأنه حصل فعلاً على مائة في المائة من أصوات الشعب العراقي في آخر مسرحية انتخابية.