عالم ما بعد 11 سبتمبر

TT

السؤال المطروح، بعد سنتين من الاعتداء الارهابي المزدوج على نيويورك وواشنطن: هل اصبح العالم أكثر أمانا مما كان عليه قبل 11 سبتمبر 2001؟

في سبتمبر 2001 تنطح الارهاب لتحدي الدولة الاعظم في عقر دارها، فقوبل اعتداؤه باستهجان دولي لا مثيل له.

وبعد سبتمبر 2001 سعت الولايات المتحدة الى اللحاق بالارهاب الى عقر داره في افغانستان. ورغم نجاحها في اسقاط نظام حركة طالبان، وفي تحقيق احتواء للمد الارهابي داخل ذلك البلد، إلا أن توسيعها لمفهوم الارهاب بعد تغيير النظام في افغانستان تسبب في فتح عدة جبهات جديدة.

سنتان فقط انقضتا على 11سبتمبر2001 كانتا كافيتين لابراز الخلل المفهومي في سياسة محاربة الارهاب الاميركية وحاجة واشنطن لعودة واقعية الى ما سبق للعواصم العربية ان طرحته عقب 11 سبتمبر مباشرة: الاتفاق على تحديد دولي واضح للارهاب بحيث لا تتحول محاربته الى سيف مسلط على رقاب شعوب العالم المستعمرة أو الخاضعة لاحتلال عسكري اجنبي.

بوادر العودة الاميركية ـ الخجولة حتى الآن ـ الى الامم المتحدة للمساعدة في ادارة شؤون العراق قد تكون بداية شعور المحافظين الجدد بأن السيطرة الأحادية على العالم، حتى في ظل التفوق العسكري ـ التكنولوجي الاميركي الراهن، مهمة تفوق قدرات الولايات المتحدة.

وإذا كان تدويل عملية اعادة بناء العراق، سياسيا وبنيويا، هو المخرج المتاح امام الادارة الاميركية للخروج من مأزق الاحتلال، فقد تكون العودة الى الاقتراح العربي لتحديد واضح للارهاب، واستطرادا لمقاربة سياسية لا أمنية فقط لاسبابه، مخرج واشنطن الآخر من حرب تقر ادارة الرئيس جورج بوش بانها حرب طويلة ومكلفة.