العماد عون.. مسلسل الأخطاء!!

TT

عندما كان العماد عون الشخصية القوية الأولى في احدى مراحل الحرب الأهلية اللبنانية كان يتمتع باحترام وتقدير الكثير من اللبنانيين باعتباره عسكريا منضبطا وليس له تاريخ أسود في الفساد او الحروب الطائفية.

كانت مشكلة عون في بدايته انه يمكن ان يكون أي شيء لكنه لا يمكن ان يكون سياسيا وخاصة في بلد مثل لبنان وفي ظروف اقليمية مثل ظروف لبنان، وكان عسكريا محترفا ولكنه كان لا يعرف شيئا عن تفكيك الالغام فكان ان سقط ضحية عدم تقدير للموقف.

اختلف عون مع السوريين فكان ان فتح ميناء لبنان لصواريخ صدام حسين من اجل ان يقاتل سورية، وهو يختلف الآن مع السوريين ـ ولا ننازعه هذا الحق ـ ولكنه راح يشكو سورية امام الكونغرس الأميركي وفي ظرف استثنائي في العلاقات الأميركية ـ السورية التي تواجه قضايا العراق و«خريطة الطريق» و«حزب الله» وغيرها من القضايا، وبدلا من توسيع القاعدة العونية في لبنان احرج جماعته ووضعهم في مأزق سياسي وجعلهم صيدا سهلا لحملات خصومهم.

العونية تيار سياسي لبناني له الحق كل الحق في ان يطرح وجهة نظره، وله الحق في الاختلاف مع السياسة السورية في لبنان، ولكن العماد عون عاد من جديد الى مشكلة عدم تقدير الموقف السياسي في شهادته امام لجنة فرعية في الكونغرس وفي وقت يتم فيه اعداد مشروع قانون «لمحاسبة سورية» فوضع نفسه ووضع التيار العوني في ازمة حقيقية.

بعض خصوم عون بدأوا يمارسون الفجور في الخصومة، فوجدوا في شهادته فرصة لاقامة حرب تخوين مستمرة ضد كل ما يمت الى العماد عون بصلة، وبعضهم لا يستهدف عون من اجل مصلحة لبنانية بل لتبييض وجهه امام الآخرين بطريقة مكشوفة وساذجة، اما العماد نفسه فيبدو انه لم يتعلم شيئا من تجربته خارج لبنان، وظل يمارس نفس النهج السياسي ولا يفرق بين الاخطاء والخطايا، فمهما كان الخلاف مع دمشق كبيرا ومبررا، فان التحريض ضدها في الكونغرس لا ينتمي الى العمل السياسي الرفيع في ظروف تستحق القراءة الدقيقة.