سيرة آيرلندي أصولي

TT

تيرنسي كيلي ايرلندي تحول من عربيد ومهرب خمور الى اصولي سمى نفسه خالد، وبين المرحلتين نقرأ قصة كبيرة تصلح لفيلم سينمائي.

وهنا اتساءل كيف يصبح ايرلندي عمره في الاسلام ثلاث سنوات اصوليا مسيسا؟ فالتحول واعتناق الاديان ليسا حالة غريبة على كل الديانات، بما فيها الاسلام الذي يعد اكثرها انتشارا، انما الغريب ان ينتقل الى الاصولية المسيسة.

سيرة كيلي تكشف انه لم يعتنق الاسلام الا في السجن، ولم تكن وراء ذلك جمعية خيرية سعودية، او مؤسسة دينية سعودية، او واعظ سعودي، فهو يروي ان مرشده الى الاسلام هو سجين افغاني اسمه ايوب، ولم يكن كيلي حالة واحدة، بدليل ان صديقه الفلبيني، هو الآخر، دخل الاسلام عبر السجين الافغاني.

السؤال المهم كيف اصبح مسيسا يؤمن بتغيير العالم؟

لم يحدث في الرياض، ولا في سجن الحائر، المعروفتين بعدم تسييسهما للدين. كيلي تحول الى التنظيم السياسي في مسجد ووليتش في غرب لندن، وهو هنا يقول انه اكتشف اسلاما جديدا في سجن الحائر عبر مرشده الافغاني، فتعلم اركان الاسلام الخمسة والاحاديث النبوية وتفسير جزء عم من القرآن. اما في غرب لندن فوجد وعاظا مختلفين، وافكارا مختلفة وتعلم السياسة والدعوة للحرب. وكما يقول شعرت انني استمع الى نوع جديد من الاسلام يتحدث عن «الجهاد» ذروة سنام الاسلام.

الكثيرون ينحون باللائمة على المجتمعات الاسلامية التقليدية حيث شاع الاعتقاد بان التحريض وتغذية مشاعر المسلمين بالكراهية ضد العالم جاءا من مجتمعات اسلامية تقليدية مثل السعودية، وهي مغالطة كبيرة.. الحقيقة ان المجتمعات المتدينة المحافظة ليست مسيسة، فمعظم طروحات الكراهية والتحول الى التنظيم ثم الحرب جاءت من مسلمين عاشوا في الغرب او مناطق هم فيها اقليات نقلوا عداءهم الشخصي للمجتمعات التي يعيشون فيها كالغرباء منبوذين الى مجتمعات لا تعاني من مثل هذه العقد الاجتماعية والسياسية وجعلوا منها برنامجا سياسيا حربيا يدرسونه لاطفال المسلمين الآخرين.

وهذا ينطبق مع رؤية خالد أبو الفضل، استاذ القانون الإسلامي بجامعة لوس أنجليس الذي يقول انه، «عندما تعلم الناس كيف يعزلون أنفسهم من المجتمع، وتقول لهم انهم لا ينسجمون مع ذلك المجتمع، وان العالم المعاصر منحرف ومعاد للإسلام، وهو نوع من الهرطقة، فإنك تُعِدهم لحالة الحرب مع المجتمع».

وفي تصوري ان الولايات المتحدة، وهي تبحث عن الفاعلين الحقيقيين للتطرف الديني، تخطئ العنوان عندما تلاحق مجتمعات، هي نفسها ضحية لمثل هذا الفكر الديني المسيس المتطرف. عليها ان تفتش بين ظهرانيها، وقبل ان تطالب باصلاح المجتمعات المسلمة البعيدة عليها ان تصلح مجتمعات المسلمين لديها، لانها هي المصدر الحقيقي للأزمة، كما نرى في خلايا غرناطة وهامبورغ ونيويورك وبرمنغهام وغيرها.. عليها ان تحارب التطرف بين مسلميها اولا فتنقذ المسلمين من بعض مسلميها.